عبدالله القواسمة (أبوظبي) كان المعسكر الألماني يضج بالتصريحات والتعليقات الساخرة، قبيل المواجهة المرتقبة التي تجمعهم مع المنتخب الجزائري في الجولة الأولى من مونديال 1982. كافة التوقعات كانت ترشح «محاربي الصحراء» لتلقي الخسارة الأكبر في أول مشاركة له على صعيد المونديال، وهو ما كان يؤكد عليه كافة اللاعبين الألمان، الذين لم يكتفوا بذلك بل بلغت العنجهية لدى بعضهم أن أهدى الفوز إلى زوجته أو إلى عائلته، في حين كان شوماخر الحارس الألماني يزيد الطين بلة، عندما قال أنه يفكر بارتداء الزي الرسمي «البدلة» خلال المباراة، في إشارة إلى أن مستوى المنتخب الجزائري لا يؤهله لتهديد مرماه. وعن هذه الأجواء قال النجم العربي الجزائري الأخضر بلومي: لقد كنا في حالة غضب جراء تصرفات لاعبي المنتخب الألماني، تصريحاتهم شجعتنا كثيراً على خوض المباراة دون أي مخاوف، لننجح في الفوز بها بعدما تقدمنا مرتين خلال المجريات. إذ كان رابح ماجر يحرز الهدف الأول قبل أن يعادله رومنيجه، لكنني سرعان ما نجحت في التقدم مجدداً وبشكل أربك خطط الألمان. وأضاف بلومي: وضعنا الكرة في منتصف الملعب لاستئناف اللعب بعد هدف رومنيجه. انطلقنا بهجمة لم يلمس خلالها الألمان الكرة التي تنقلت وعلى مدار 11 تمريرة بين أقدامنا، إلى أن وصلت الجهة اليسرى لأقوم بمتابعتها داخل الشباك وسط ذهول اللاعبين الألمان وكافة الجماهير. وتعتبر هذه النتيجة أول انتصار يحققه منتخب عربي في تاريخ المونديال على حساب منتخب أوروبي، تبعها خسارة غير متوقعة من المنتخب النمساوي، إذ عزا بلومي هذه النتيجة إلى التعب جراء الجهد الذي بذله اللاعبون في المباراة الأولى أمام ألمانيا، إلى جانب افتقاد معظم اللاعبين الجزائريين للخبرة الكافية، وعدم قيام الجهاز الفني بإحداث تغييرات على التشكيلة، بما يتواءم مع متطلبات مواجهة الثانية. أما المباراة الأخيرة في المجموعة فكانت أمام المنتخب التشيلي التي أنهاها الجزائريون بفوز ثمين وبنتيجة 3-2، إذ لم يتسن للأخضر بلومي المشاركة في هذه المباراة بعد الإصابة التي تعرض لها في عضلات البطن، حيث راقب زملاءه وهم ينجحون في بلوغ النقطة الرابعة في مسيرتهم قائلاً: كان بإمكاننا التأهل إلى الدور الثاني لكن الاتفاق بين المنتخبين الألماني والنمساوي قبيل مباراتهما معاً في الجولة الأخيرة التي انتهت لمصلحة ألمانيا بهدف، مضت بالمنتخبين معاً إلى الدور الثاني بفارق الأهداف، وهو الأمر الذي مضى هكذا دون أن يعاقبا على هذه الفعلة. لم تكتف الجزائر بالمشاركة في مونديال 1982، إذ نجحت في التأهل إلى مونديال المكسيك عام 1986، وفيه كان بلومي يشارك المنتخب الجزائري في الشوط الأول أمام إيرلندا بالجولة الأولى، حيث آلت النتيجة إلى التعادل 1-1، قبل أن يشارك في الشوط الثاني أمام البرازيل وإسبانيا، حيث خسر الجزائريون هاتين المباراتين 0-1 و0-3. وقال بلومي عن مونديال 1986: لم نتحضر جيداً. تغييرات كبيرة طرأت على صفوف المنتخب إلى جانب معاناتنا من اختلاف الأجواء والرطوبة العالية في المكسيك علماً بأننا قدمنا مستوى جيداً أمام البرازيل رغم الخسارة بهدف، والحال ينسحب على مواجهة إيرلندا في الجولة الأولى.
مشاركة :