في ثالث أيام عيد الفطر، وبينما كانت زهراء هاشم (36 عاما)، جالسة على كرسي، على حافة نهر «جومان» بمنطقة بالكايتي التابعة لقضاء رواندز شمال شرقي محافظة أربيل، مستمتعة هي وأسرتها القادمة من العاصمة بغداد، بجمال الطبيعة الخلابة في قرية «برسيرين» الجبلية التي يخترقها النهر المتدفق من الأراضي الإيرانية، جرفها تيار المياه إلى عمق النهر خلال دقائق قليلة، ورغم صراخها ونداءات الاستغاثة التي أطلقتها «زهراء» طلباً للنجدة من أبنائها الثلاثة وأفراد أسرتها وأقاربها الذين كانوا بصحبتها، فإن أحداً منهم لم يحرك ساكناً.بيد أن هول المشهد أثار مشاعر ونخوة شاب كردي شاءت أقداره أن يوجد على رابية مطلة على موقع الحدث، فقفز جبار عثمان (19 عاما) من أعلى الرابية إلى وسط النهر محاولا إنقاذ السيدة الغارقة، التي تمسكت بذراعه بقوة شديدة متشبثة به وهو يحاول عبثاً إنقاذها من الغرق، لكن تيار المياه الجارفة كان أقوى منه، فالتهمهما وجرفهما بعيدا عن القرية بكيلومتر واحد، لينتهي المشهد بغرقهما معاً.وأكد سركار عثمان (13 عاما) الشقيق الأصغر للشاب الكردي الغريق، أن شقيقه كان قريباً من موقع الحدث، وفجأة سمع صراخ سيدة تجرفها مياه النهر وهي تستغيث بالعربية طلباً للنجدة، فأسرع بالقفز إلى وسط النهر محاولة الإمساك بالسيدة التي كانت تلتقط أنفاسها الأخيرة، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «السيدة الغارقة ومن شدة حرصها على حياتها أمسكت بذراع شقيقي بقوة وجرته إلى العمق، فلم يستطع شقيقي مقاومة شد السيدة وقوة التيار الذي جرفهما معاً إلى العمق بعيداً عن القرية فغرقا سوية».فيما قال علي بالكي عم الشاب الغريق إن من شيم سكان القرية هو الإسراع لإنقاذ أي شخص يتعرض للغرق في ذلك النهر، وإن أحد أبناء شقيقه كان غرق العام الماضي أيضا، أثناء إنقاذه شخصاً جرفته مياه النهر، وأضاف: «أفراد أسرتنا يحرصون دوما على تقديم المساعدة لكل من يتعرض لمثل هذه الحوادث، بغض النظر عن هويته فهو جزء من أعراف وتقاليد أبناء المنطقة».هيئة السياحة في إقليم كردستان، دعت السياح القادمين من محافظات العراق الوسطى والجنوبية إلى الالتزام التام بإرشادات هيئة السياحة والدفاع المدني وتوخي الحذر الشديد في المناطق السياحية الجبلية والابتعاد عن المناطق الخطيرة.
مشاركة :