«مخمل».. سرد يقترب من أوجاع الناس

  • 6/19/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: علاء الدين محمودتدور أحداث رواية «مخمل»، الصادرة عام 2016 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، للكاتبة الفلسطينية حزامة حبايب، والفائزة بجائزة نجيب محفوظ عام 2017، عن حياة الفلسطينيين في الخارج، بعيداً عن عوالم السياسة وأحلام العودة، رواية ترصد تلك الوقائع اليومية في حياة الفلسطينيين، والجوانب الاجتماعية التي لا يهتم بها الإعلام والسياسيون، فالرواية تشكل حالة إنسانية محتشدة بالتفاصيل والصور واللغة الشعرية العالية، التي أبدعت في توظيفها الكاتبة، حتى ليخيل للقارئ أنه أمام نص شعري غني بالدفقات الشعورية الحالمة، وباللمسة النسائية.تقترب الرواية بشكل كبير من الإنسان الفلسطيني في كل أحواله، خاصة في لحظات عشقه بعيداً عن الصراخ الأيديولوجي ولغة الهتاف، وتشتغل على المشاعر المختلفة.تدور أحداث الرواية حول أسرة، تعيش في أحد المخيمات، ويتناول السرد التناقضات العاطفية والمشاكل التي تجري داخل هذه الأسرة، وتعكس تلك الهموم المختلفة التي ربما أنتجتها حياة البؤس، وجاء البناء الروائي للشخصيات واقعياً من خلال «حواء»، الشخصية الرئيسية، ووالدها القاسي ومعاملته الغريبة لزوجاته وبناته وأولاده، وتنبش التفاصيل الصغيرة لكل فرد في تلك الأسرة، وكيف كان لتلك التربية دور كبير في تشكل اتجاهات الأبناء، الذين تربوا في كنف الكره والتفكك الأسري، فكان منهم من عمل في المخدرات، ومنهم من اتجه نحو أحضان الجماعات المتشددة.واستطاعات الكاتبة ببراعة سردية عميقة ولغة شاعرية مرهفة، تصوير تلك العوالم التي تقع في مناطق مظلمة من المجتمع، فهي مفارقة للمعتاد في تناول القضايا الفلسطينية، وتأخذ القراء إلى أجواء حافلة بالمتعة، مع تلك النفحات الشاعرية التي تنثرها، والدلالات الرمزية التي تنفتح على تأويلات سياسية واجتماعية متعددة.وقد وجدت الرواية تناولاً كبيراً في مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع القرائية المتخصصة، وإن اختلف القراء حولها وتباينت مواقفهم منها، إلا أنهم أجمعوا على جماليات اللغة والسرد الشاعري، الذي جاء بشكل مختلف في الرواية، ليعزز في ذات الوقت اختلاف الفكرة في التناول.تقول إحدى القارئات: «هذه الرواية نسوية بامتياز، غنيّة بالتفاصيل، بالروائح، عن حوّاء السيدة الأربعينية التي قاست سلطة الأب القاسي والأم اللامُبالية والزوج العنيف، كيف تكتشف الحياة وتتلمسها في منزل الست قمر، وهي تتعلم الخياطة: عن الحب، العلاقات، هي رواية رائعة»، فيما تقول قارئة أخرى: «الرواية تناقش حياة المخيم البسيطة، بعرض لوحة تفاصيل لمخيم البقعة الذي تدور فيه أحداث الرواية، دقة الوصف تجعلك تعيش داخل الرواية وبين أفرادها. ناقشت الحب البريء القوي المغلف بصوت فيروز وأمطار الشتاء، وصفت العلاقات الأسرية من غياب دور الأم الحنون والأب الهمجي قولاً وفعلاً، البخيل في مصروفه على البيت. وصفت كذلك آثار تفكك الأسرة وقسوة الأهل في تشكل شخصية الابن أو الابنة، وابتعاد بعضهم عن الآداب والأخلاق بتصرفات غير لائقة مجتمعياً.. الرواية قوية بدقة تفاصيلها وواقعيتها وقربها لحياة المجتمعات البسيطة. ومن بين الشر والهمجية، كانت ترمي الكاتبة بين الفينة والأخرى بزهور عطرة، لتطري خشونة الموقف واستعانت بالحب والمطر، وفيروز والأمل، للتعويض عن بشاعة الواقع». قارئ آخر يقول: «قرأت الرواية بعد أن فازت بجائزة نجيب محفوظ للأدب، وأنا حقاً ممتن لفوزها، فلولا الجائزة لما كنت قرأتها». مخمل «حالة إنسانية خالصة.. خليط مميز إنساني من صوت فيروز المخملي، ورائحة السجائر والقهوة.. لغة بديعة، ووصف سلس، ونهاية مفجعة حزينة».

مشاركة :