أبوظبي:رانيا الغزاوينجح الأطباء في مستشفى المفرق إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» في إنقاذ مواطن يبلغ من العمر 19 عاماً كاد أن يفقد قدمه، إثر حادث سير نتج عنه إصابات بليغة وكسور في عظام الساق والفخذ والحوض، استدعت علاجه وإخضاعه لثلاث جراحات ومتابعة حالته الصحية عن كثب على مدى شهرين. وقال الدكتور فراس يعيش، استشاري جراحة الحوض والورك والمفاصل ورئيس قسم العظام في مستشفى المفرق: «تم نقل المريض إلى قسم الطوارئ وكان يعاني من كسور وجروح واضحة في ساقه اليسرى، وكسور بسيطة في الكوع والأضلاع، وبعد المعاينة والفحوص تبين إصابته بجروح كبيرة وإصابة شديدة لعضلات الفخذ، حيث فقد أجزاء منها كما تم استئصال جزء منها نظراً لتلفها، فضلاً عن إصابته بكسر مفتوح في الفخذ وتهشم في العظم، كما أن جزءا من عظم الفخذ يبلغ طوله 17 سنتيمترا كان ظاهراً خارج الجسم، إضافة إلى فقدان جزء خارج الجسم يبلغ 3 سنتيمترات، فضلاً عن وجود كسر في عظم الساق يمتد حتى مفصل الركبة، حتى إن ضخ الدم لم يكن يصل إلى ساقه نتيجة الكسور والإصابات البليغة، كما أظهرت الصور الطبقية المحورية التي أخذت للمريض إصابة الشرايين التي تغذي الساق، وتكمن خطورة حالته في أنه كان بحاجة إلى إعادة التروية خلال فترة أقصاها 6 ساعات منذ وقوع الحادث وإلا فسيتم القيام بالبتر». وأوضح أن الجراحة تمت بتعاون مشترك ما بين أطباء العظام وجراحة الأوعية الدموية وجراحي التجميل، نظراً لتعدد الإجراءات الطبية، حيث استغرقت العملية الجراحية الأولى 3 ساعات تم خلالها العمل على تنظيف جروح المريض، وتركيب جهاز تثبيت خارجي مؤقت للفخذ والقدم، بهدف منع حركة العظم ليتمكن جراح الأوعية الدموية من إعادة التروية، وذلك عبر استخدام وريد من الساق لعمل وصله شريانية، مشيراً إلى أن نقص تروية الدم عرّض المريض لحدوث إصابات في العضلات نتيجة عدم وصول الدم إليها لعدة ساعات، حيث أصيب بتورم في أماكن العضلات المتضررة مما استدعى إجراء فتح للغشاء المحيط بالعضلات نجحت عقبه عملية إعادة التروية، لافتاً إلى أنه بعد العملية تم إدخال المريض إلى العناية الحثيثة لمراقبة حالته والتأكد من استمرار وصول الدم للقدم، وفي اليوم التالي للجراحة أصيب المريض بتوقف كامل للكليتين «فشل كلوي» نتيجة نقص تروية العضلات التي تغذي الجسم والأعضاء، كما أصيب بالتهاب في الرئة، وعلى أثر ذلك أدخل المريض لغرفة العمليات للتأكد من عدم حدوث أي التهابات، وتم إخضاع المريض لجلسات الغسل الكلوي لمدة أسبوعين.وأضاف: «أجريت بعد أسبوعين من العملية الأولى بعد أن عادت الكليتان إلى تأدية وظيفتهما، جراحة ثالثة تضمنت التثبيت النهائي لعظام الساق والفخذ، عن طريق البراغي والصفائح معدنية، كما تم وضع أسمنت طبي يحتوي على مضاد حيوي منعاً لحدوث التهابات في مكان العظم المفقود، كما تم خلال العملية إجراء جراحة تجميلية لترقيع الجلد في الساق، وتم وضع المريض في المستشفى لمدة شهرين لمتابعة حالته التي استقرت وتعدت مرحلة الخطر».
مشاركة :