أبوظبي: الخليج نجح فريق طبي من متعددي التخصصات في مستشفى المفرق احدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية صحة في إجراء جراحة ناجحة لإنقاذ فتاة مواطنة تبلغ من العمر 27 عاماً من بتر ذراعها بعد تعرضها لحادث مروري. وتم إدخال المصابة بسبب حادث مروري إلى مستشفى المفرق بإصابة بليغة جداً في ذراع المصابة على مستوى الكتف الأيسر مما تسبب في قطع شريان الذراع الرئيسي وقطع في العصب المسبب لحركة اليد وعضلات الذراع الرئيسية مما عرض حالتها الخطيرة لنسبة عالية جداً لاحتمال البتر. وقال الدكتور مقداد الحمادي استشاري حاصل على البورد الألماني في جراحة التجميل والحروق والجراحة الميكروسكوبية ونائب المدير الطبي بالإنابة ورئيس الفريق الطبي المشرف على الحالة: كانت حالة اليد شديدة الخطورة مع وجود احتمال كبير لبتر الذراع من الكتف نظراً لتلف عضلات الذراع، إلا أن قرار تشكيل فريق طبي من متعددي التخصصات لاتخاذ قرار علاجي يساعد على وضع خطة علاجية تضمن إجراء عملية جراحية ترميمية بتعاون فريق من استشاري جراحة التجميل والجراحة الميكروسكوبية وجراحة الأوعية الدموية والشرايين وجراحة العظام، لإجراء عملية جراحية دقيقة باستخدام تقنية الميكروسكوب. وأجرى الدكتور ياسر سليمان استشاري حاصل على البورد الأمريكي في جراحة الأوعية الدموية والشرايين في يوم الحادث عملية جراحية لنقل وريد من ساق المريضة لعمل وصلة تساعد على تروية الذراع واليد، في حين أجرى الدكتور أمين الحلو جراح العظام عملية جراحية أخرى لتثبيت العظام المكسورة. وتم استكمال الجراحة الترميمية في اليوم التالي إذ تبين وجود تلف في العضلات وموت العضلات الرئيسية للذراع مما يعرض الذراع للبتر خلال ساعات، وبعد شرح حالة المريضة وتفهم وقبول زوج المريضة لإجراء عملية ميكروسكوبية كبيرة بنقل عضلات الظهر لتعويض عضلات الذراع. تم إجراء العملية بنجاح. وعن أهمية هذه الحالة الجراحية قال الدكتور مقداد الحمادي: العمليات من هذا النوع نادرة بسبب طبيعة الإصابة التي قد تحدث مرة كل سنة تقريباً والصعوبة فيها لأسباب منها مدى تفهم المصابين لهذه النوعية من الإصابات وكذلك تحتاج إلى مهارة وجرأة الجراح في اتخاذ القرار السريع في هذه النوعية من العمليات الميكروسكوبية وفي الوقت المناسب لإعطاء المصابين الفرصة لإنقاذ أطرافهم من البتر، حيث تستغرق هذه النوعية من العمليات تقريباً ست ساعات. وأضاف: بفضل الله وتعاون الفريق والعمل الجماعي تمكنت الفتاة من الاحتفاظ بيدها وهي تتماثل للشفاء حالياً، وستحتاج خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لإجراء عمليتين باستخدام الميكروسكوب لزراعة عضلة للذراع حتى تتمكن من حركة مفصل الكوع ونقل أربطة حتى تتمكن من تحريك الأصابع، وسوف يتخلل هذه الفترة جلسات العلاج الوظيفي لاستعادة الحركة الطبيعية لليد وممارسة حياتها بالجودة المطلوبة. وقالت المريضة: لم أكن على علم بأن حالتي كانت معرضة لبتر ذراعي وأشكر الفريق الطبي أنهم لم يعلموني إلا بعد نجاح جراحة الترميم، إذ إن احتمال بتر ذراعي خلال الجراحة كان سيسبب لي صدمة أكبر.
مشاركة :