تواصلت الاشتباكات العنيفة بين قوات الجيش الليبي، والجماعات المتطرفة المتحصنة في أحياء المدينة القديمة في درنة في المنطقة الممتدة من وسط البلاد عند عمارة الأوقاف شرقاً، إلى نادي درانس غرباً، مروراً بالمغار الغربي بالقرب من زواية بن عيسي جنوباً، التي تتميز بالأزقة والشوارع الضيقة، والمبانى القديمة التي يتمركز في وسطها السوق القديم ، وقد اتخذ الإرهابيون من هذه المباني القديمة حصوناً لهم أمام تقدم القوات المسلحة. وبدأ الجيش مرحلة التمشيط العسكري في درنة، وهي المرحلة المرادفة لمرحلة التطهير من الأجسام الإرهابية في شوارع وسط المدينة.ومازالت الاشتباكات العنيفة مستمرة في محيط الهلال النفطي لطرد الميليشيات التي سيطرت على بعض الموانئ، ووصف المتحدث باسم الجيش الليبي العميد أحمد المسماري الهجوم الذي قاده إبراهيم الجضران، والميليشيات المتحالفة معه على منطقة الهلال النفطي نهاية الأسبوع الماضي، بالمحاولة الفاشلة لعرقلة إعلان الجيش تحرير درنة بالكامل، مشدداً على أن العمليات العسكرية في درنة دخلت مراحلها الأخيرة. وأوضح : «الجضران في البيان الذي أصدره، الأحد، حاول أن يجعل هجومه تحت عباءة قبلية وجهوية بإقحام قبيلته المغاربة، التي تقطن الهلال النفطي، وفي الحقيقة، هو وعصاباته يتبعان تنظيم القاعدة الإرهابي، وهو ذات العدو الذي يحاربنا بدرنة، وإن كان تحت مسمى مختلف، وبالتالي فالدافع وراء الهجوم هو خسارتهم العسكرية لدرنة، فضلاً عن خسارتهم للمعركة السياسية بعد لقاء باريس الأخير الذي أكد على ضرورة إجراء انتخابات في البلاد، وهم يعرفون مسبقاً أن الانتخابات لن توصلهم لتحقيق أهدافهم. وبالتالي، قاموا بهذا الهجوم لتكون لديهم ورقة النفط،، حتى يضمنوا أن يكون لديهم مكان في أي حل للأزمة الليبية». وحول الوضع الميداني حالياً بالمنطقة ، قال المسماري: هناك اشتباكات جارية منذ السبت، وقد شنت قواتنا غارات على مواقع الجضران في المنطقة الممتدة من رأس لانوف حتى مشارف سرت، ورغم إقراره بصحة ما جاء في بيان الجضران بشأن أسر عناصر عسكرية، فقد أكد على أن هذا الأمر لن يكون عقبة أمام مهمة الجيش الأساسية في تحرير المنطقة . وانتقد المسماري موقف حكومة الوفاق من الهجوم ، ووصف البيان الصادر عن السراج للتنديد بالهجوم بأنه «خجول». (وكالات)
مشاركة :