أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن الحديدة مدينة موالية للشرعية والتحالف، لذلك العملية العسكرية تجري بتخطيط دقيق لمراعاة الوضع الإنساني وعدم إلحاق أي ضرر بالسكان، لافتاً إلى أن تحرير الحديدة يساعد المبعوث الأممي في فرصته الأخيرة لإقناع ميليشيا الحوثي الإيرانية بالانسحاب غير المشروط من المدينة وأن وقت التفاوض حول الانسحاب العسكري فات أوانه، مشدداً على أن استعادة الحديدة بوابة لتحرير صنعاء وسينهي التهميش الحوثي للحديدة بسبب هيمنة ولاية الفقيه على فكر الميليشيا الإرهابية. وقال معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، في إحاطة إعلامية بمقر وزارة الخارجية بدبي، أمس، إن ميليشيا الحوثي لن تأتي للتفاوض من تلقاء نفسها، ويقوم باستغلال ميناء الحديدة لتمويل عملياته وتهريب الأسلحة. وأضاف معاليه: «في تصورنا أنه بعد ثلاث سنوات من القتال الحوثيون لا يريدون العملية السياسية، لكننا سنجبرهم. سنستخدم القوة لتغيير حسابات الميليشيا لصالح العمل السياسي». انسحاب فوري وأضاف معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية خلال المؤتمر الصحافي: «نقوم بهذا الضغط ليساعد أيضا المبعوث الأممي حاليا في فرصته الأخيرة لإقناع الحوثيين بالانسحاب غير المشروط من المدينة وتجنيب المدينة أي مواجهة». وأضاف «إذا لم يتم ذلك فإننا مصممون على تحقيق أهدافنا». وشدد على أن «أي عرض للانسحاب لا يجب أن يكون مشروطا»، معتبرا انه «لو أرادوا وضع شروط فكان عليهم أن يقوموا بذلك قبل عام حين كانت المفاوضات جارية وكانوا في وضع أفضل. هذا ليس وقت التفاوض بل وقت الانسحاب من دون شروط». واعتبر أن «تحرير الحديدة مدخل رئيسي لتحرير صنعاء». طريق صنعاء وذكر معاليه أن «السيطرة على الحديدة بالكامل بالنسبة للتحالف مسألة وقت مراعاة للحالة الإنسانية في المدينة»، مشيرا إلى أن «الطريق مفتوح أمام الحوثيين للخروج والقبول بالحل السياسي دون مقاومة». وقال معاليه: «تركنا خط الحديدة صنعاء مفتوحا لضمان استمرار تدفق المساعدات لليمنيين، وأيضا ليكون طريقا للحوثيين للانسحاب وتسليم المدينة بدون حرب». وأوضح معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية، مغزى توقيت عملية تحرير الحديدة بالقول: «قبل أكثر من عام كان هناك مشروع بأن تكون الحديدة منطقة محايدة وتسليمها لطرف ثالث، ميناء تجاري وممر للمساعدات وتصبح خارج إطار الصراع. وافقنا على ذلك وكذلك وافق الحوثي حينها. عملنا لأكثر من سنة مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من أجل تحقيق هذا الهدف، لكن الحوثي كان يشتري الوقت ولم ينفذ الاتفاق». وأضاف معاليه «إن الميناء في وضعه الحالي يطيل أمد الحرب بالنسبة للميليشيا، ولن ينتظر التحالف ثلاث سنوات أخرى. هناك أزمة إنسانية، ونريد أن ينعم اليمنيون بالحياة»، مؤكداً أن أهمية تحرير الحديدة تكمن في «إحداث تحول في المشهد، والانتقال من حالة إلى أخرى يكون فيها العمل السياسي هو الأساس». وتطرق معاليه إلى أهمية ميناء الحديدة للميليشيا، فهي مصدر تمويل كبير وتهيمن الميليشيا على ثلاثة مليارات دولار وهم لا يمثلون سوى أقل من 3 في المئة من السكان. وقال معالي الدكتور أنور قرقاش، إن نحو 500 ألف نسمة يقطنون مدينة الحديدة، وهم مهشمون سياسياً نتيجة هيمنة مشروع ولاية الفقيه. هناك رفض شعبي واسع للمشروع الحوثي، ودخول التحالف تحقيق لمطلب شعبي«. 3 تحديات وذكر معاليه أن هناك ثلاثة تحديات أساسية أمام التحالف في معركة الحديدة، ويتم العمل عليها بشكل متوازٍ وممنهج، الأول هو التحدي الإنساني حيث يتم تسيير مساعدات مستمرة لإغاثة السكان، والثاني تجنيب المدنيين آثار الحرب في المناطق التي يجري فيها القتال، والثالث هو التحدي العسكري الميداني. وأوضح معاليه أن الإمارات العربية المتحدة بدأت عملية إنسانية كبيرة لتوفير متطلبات الحياة اليومية في المناطق المحررة، وهناك سفن تنطلق من عدة موانئ لتحقيق هذا الهدف. كما هناك أكثر من مئة شاحنة في المخا تعمل على مدار اليوم لتلبية الحاجات الإغاثية. وأضاف «إن قوات التحالف حريصة على عدم إلحاق أي ضرر بالمدنيين في مناطق الحرب. فالحديدة، مثل عدن، مدينة صديقة للتحالف وتساند الشرعية». وأكد أن «قوات التحالف لا تتحرك بصورة تلحق الضرر بالسكان، لذلك هناك حذر كبير وتحرك بصورة منتظمة. العمل الذي يتطلب ساعة قد نقوم به مدة 12 ساعة إذا كان فيه ضمان بعدم إلحاق الضرر بالسكان». وأكد معالي الدكتور أنور قرقاش إلى خطورة الألغام الحوثية على حياة السكان حيث إن عناصر من الميليشيا يقومون بزراعة الألغام بدون خريطة توضح انتشارها. ولفت إلى أن «ميناء الحديدة مستمر في عمله، ولكن هناك تخوفا من أن يكون مفخخاً». وكشف معاليه أن «التحالف تلقى عرضا فرنسيا للمساعدة في إزالة الألغام بالميناء عندما يحين الوقت». وأشار معاليه إلى أن الغريب في الأمر هو دعم قطر والأخوان لميليشيا الحوثي بكل إمكانياتهم الإعلامية. تفاعل شعبي من جهة أخرى، تلقى عملية تحرير الحديدة تفاعلا وارتياحا واسعا لدى اليمنيين في مختلف المناطق والمحافظات اليمنية, وظهر ذلك جلياً من خلال استطلاع لآراء بعض الأهالي اليمنيين ورصد آراء يمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي. ورصد موقع «سبتمبر نت» الناطق باسم وزارة الدفاع اليمنية تفاعلات الشارع اليمني حول انطلاق عملية تحرير مدينة الحديدة, الذي عده كثيرون قرارا تاريخيا أتخذهُ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي, وتوجيهاته لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المسنودين من قوات التحالف العربي بالتحرك لتحرير محافظة الحديدة اليمنية. وأشار الموقع إلى أن العملية العسكرية أتت لإنقاذ سكان الحديدة من كارثة إنسانية وشيكة بعد أن وصلت القيادة السياسية اليمنية مع الميليشيا الحوثية إلى طريق مسدود حول تسليم المدينة وتجنيبها الحرب. وأكد مستشار الرئيس اليمني الدكتور عبد الملك المخلافي في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي»تويتر«أن هذه العملية العسكرية هي حق مكفول للحكومة الشرعية اليمنية في استعادة سيطرتها على أراضي الجمهورية كافة. بينما يرى سياسيون أن تحرير الحديدة هو قطع للشريان الرئيسي الذي يمد الميليشيا الانقلابية، وتهرب من خلاله الأسلحة والصواريخ الإيرانية التي تهدد به الشعب اليمني ودول الجوار، كما أن تحرير الحديدة سينقذ ملايين اليمنيين. جهود إنسانية وتضم المدينة ميناء رئيسيا، يفترض أن تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة إلى ملايين السكان، إلا أن الحوثيين حولوه لمصدر لتهريب السلاح والصواريخ الإيرانية وتمويل عملياتهم الإرهابية. ويهدف التحالف العربي إلى تحرير الحديدة الواقعة على الساحل الغربي ومينائها من القبضة الحوثية، لضمان تدفق المساعدات الإنسانية والمواد الأولية لأكثر من 8 ملايين يمني في محافظات الحديدة وصنعاء وصعدة وحجة. وسيرت دولة الإمارات، في إطار الجانب الإنساني لعمليات التحالف العربي، جسرا إغاثيا عاجلا إلى الحديدة، يشمل تقديم مساعدات إنسانية وغذائية يتم توجيهها للمناطق المحررة في المحافظة. ويشمل الجسر الإغاثي العاجل تسيير 10 بواخر إماراتية محملة بمساعدات تشمل 13500 طن من المواد الغذائية المتنوعة، بالإضافة إلى تسيير جسر جوي لليمن يشمل 3 رحلات جوية تنقل 10 آلاف و436 طردا غذائيا للشعب اليمني.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :