أنا جندي بجيش ولي الفقيه».. كلمات لم يتردد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في ترديدها وتأكيدها أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة، فما كانت قيادة الحزب تخفيه وتنكر وجوده قبل العام 2000 لم تعد تخجل منه بل تجاهر به وتتفاخر، إن من حيث الشعور بفائض القوة بعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان أو من حيث أن لبنان بقياداته السياسية وأحزابه لم يعودوا من ضمن المعطيات التي يحسب لها حزب الله حسابا في التعاملات السياسية أو الوطنية. لقد كان واضحا أن نصر الله منذ العام ٢٠٠٦ بدأ يتعامل مع الملف اللبناني وكل الملفات الإقليمية من باب التكليف الشرعي الصادر عن مرشد نظام الملالي في طهران علي خامنئي، فهو يعطل الانتخابات الرئاسية في لبنان وفقا للرغبة الإيرانية التي لا تريد خسارة ورقة ما قبل الولوج إلى التسوية الكبرى في المنطقة، وهو قرر الذهاب إلى سورية والقتال إلى جانب النظام والدفاع عنه وفقا أيضا للأجندة الإيرانية التي ترى في الأسد ونظامه عمقا إستراتيجيا لها، وكذلك الأمر في اليمن، فأرسل المدربين والمقاتلين وفقا للنزوات الفارسية، وكل ذلك بعيدا عن مصلحة لبنان واللبنانيين وحتى أبناء بيئته الذين خسروا خيرة شبابهم في المغامرات العسكرية الإيرانية. حزب الله مع حسن نصر الله لم يعد حزبا لبنانيا بقدر ما بات فصيلا من فصائل الحرس الثوري الإيراني كفيلق العباس في العراق والفاطميين في أفغانستان وغيرهما من الميليشيات الإرهابية الطائفية التي تأتمر مباشرة بالولي الفقيه. حزب الله في لبنان هو حالة استعمارية تمثل الولي الفقيه لهيمنتها على القرار اللبناني بكل تفاصيله ومكوناته وفقا للمنطق الإيراني القائم على منطق إضعاف الدولة مقابل الدويلة عبر إضعاف مؤسساتها على حساب المؤسسات البديلة التي يديرها الحزب وعبر إضعاف الجيش الوطني عبر تعزيز الميليشيات المسلحة غير الشرعية.. الولي الفقيه في طهران يحكم لبنان عبر حزب الله كما يحكم بغداد عبر لواء بدر.
مشاركة :