«جازان».. أهازيج بعبق الموروث الأصيل

  • 6/19/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

العيد الفرح الفطري الذي نترقبه كل عام؛ تتجلى فيه رائحة المكان بكل تفاصيله، وتختلط فيه مشاعر الفرح والبهجة. جازان المنطقة المترامية ذات الطبيعة المتنوعه والتضاريس المتباينه والأنماط الاجتماعية المختلفة أوجدت ثراء ثفاقياً للإنسان الجازاني من بيئة لأخرى، ولعل العيد هو أحد أهم المشاهد ذات الطقوس العفوية والمظاهر الجذابة التي تعود بنا إلى ذلك الزمن الجميل من الماضي. فمنذ أن تثبت رؤية هلال شهر شوال إيذاناً بدخول العيد يردد الأطفال أهازيج لاستقباله وينشدون شجناً مؤثراً في وداع الشهر الفضيل.  منذ إشراقة شمس العيد والفراغ من الصلاة يتبادل الجميع التهاني في المصلى ثم الذهاب لمعايدة الأهل والأقارب، ومن ثم تفرش موائد إفطار العيد في الأزقة والحارات بأنواع الأكلات الجازانية الشعبية الشهيرة ومنها الحوت المالح، والمرسى المغش والخمير. إلى ذلك تزخر المنطقة بموروثاتها التي تفوح بعبق رائحة الطين والبخور وتتناغم الفرحة بين الأطفال والأمهات في المنازل بتلك الأهازيج التي يطلقها الأطفال بانتظار طلوع الفجر أمام مرأى أمهاتهم وكل واحد منهم قد جهز ملابسه البسيطة وهي مصنف والحزام والجنبية وعصبة الفل والخضر على الرأس. أما البنات فيضعن الطيب والفل والكادي ويرتدين “الأقمشة الفاخرة. ومع شروق شمس أول أيام العيد والأطفال جاهزون ليبدأوا مشوارهم في التجوال في بيوت الحارة ويرددون من العايدين ويهدى لهم أشهر أنواع الحلوى ومنها المجلجل والدبة والزبيب والمضروب وحلوى النارجيل. وبعض الأسر قديماً كانت تعطي الأطفال القطع المعدنية من الريال أو النصف ريال مع بعض الحلوى. وكان لسماح أهل الأطفال لهم بالتجوال عبر تلك الرحلة المفتوحة هو ما أعطاهم الإحساس بالحرية وابتكار الأناشيد. ويجتمع الأطفال على ألعاب كثيرة متنوعة ومن أشهرها لعبة (الساري). وفي القرى للعيد جماله ورونقه وبين أحضان تلك الطبيعة يتجمع الأطفال فرحين وهم يرتدون ملابسهم الجديدة ومن أشهر ألعابهم «الخطفة». تتجمل النساء بالحناء أو الخضاب والطيب والفل وتوزع العيديات في البيوت وأكثر هذه العيديات الحلاوة وأشهرها أبو العسل. وتقام الاحتفالات ليلاً بأشهر الرقصات الشعبية من ألوان السيف والعزاوي والمعشى. وكذلك المسامرات الليلية بين الأهل والأقارب أو الأصدقاء في أفنية البيوت وأماكن التجمع المخصصة بفرح كبير يأتي به العيد في كل مكان وفي قلب ببساطة تختزن الذكريات من موروث وتراث عريق لم تنجح الحضارة في طمس معالمه. طفل بزي العيد في العشة التراثية (عدسة/ مرزوق الفيفي)

مشاركة :