يُخيّل لك عندما تسمع عن إقامة معرض جدة التجاري الدولي، أنك سترى معرضا يضم كبرى الشركات والمصانع المنتجة للبضائع ذات الطلب الواسع في السوق المحلي، إلا أنه وفي عامه الثاني على التوالي يُخيّب المعرض ظن زائريه به، فلم يكن بالأمس إلا عبارة عن عدة مصانع واعدة في بلادها، أتت إلى هنا كي تسوق لبضائعها التي تكتظ الأسواق المحلية بها، مع غياب تام للمصانع والشركات الكبيرة في الدول المشاركة. "الاقتصادية" توجهت بهذا الرصد، إلى عدنان مندورة؛ الأمين العام للغرفة التجارية والصناعية في جدة، عند افتتاحه للمعرض، الذي ردّ قائلا: "المصانع التي قطعت مسافات طويلة من بلدانها للمشاركة وتقديم منتجاتها لرجال الأعمال نشكرها، حتى إن كانت صغيرة، فكل الشركات الكبيرة بدأت صغيرة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، وهي لا تحتاج إلى أن تعرض منتجاتها لأنها معروفة لدى المستثمرين". وتبين من خلال جولة "الاقتصادية" في المعرض، انحصار المنتجات المعروضة من قبل المصانع والشركات المشاركة في مواد وأجهزة البناء، والتصاميم الداخلية، وصناعات خشبية المفروشات، والأقمشة والملابس، ووسائل السلامة والأمن، ومستلزمات المطابخ والحمامات، والتموين وتجهيزات الفنادق، والتغليف والطباعة، ومستلزمات المنزل والأجهزة الكهربائية، والأجهزة الإلكترونية، والصناعات الجلدية، والحرف اليدوية. وعند سؤال الشركات عن أسعار منتجاتهم، تبين أنه لا تختلف عن الأسعار الحالية في السوق السعودي، التي قد تكون أقل نوعا ما في بعض المنتجات، ما يعني صعوبة الحصول على فرص لدخول منتجاتهم إلى السوق. وجاءت الشركات والمصانع المشاركة من عدة دول هي الصين ومصر والهند وإندونيسيا، إضافة إلى مشاركة بعض الجمعيات الخيرية المحلية التي شاركت بمنتجات حرفية لبعض المستفيدين من الجمعية، بغرض بيعها لصالح ميزانية الجمعيات التي تستفيد منها عديد من الأسر المحتاجة. كما لوحظ غياب شبه تام لرجال الأعمال والمستثمرين السعوديين عن المعرض في يوم الافتتاح، فيما أكد بعض المشاركين، ضعف الإقبال على المعرض، في اليوم الأول له. وعليه قامت "الاقتصادية" بالتواصل مع عدة رجال أعمال في جدة لمعرفة أسباب غيابهم عن المعرض والاستفادة منه، حيث ذكر البعض منهم عدم معرفتهم بإقامة المعرض، فيما لفت البعض الآخر إلى أنهم قدموا للمعرض في نسخته الماضية لكن الشركات والمصانع المشاركة لم تقدم لهم ما يمكن الاستفادة منه والاستثمار فيه في السوق المحلية، بينما أكد البعض أنهم سيحضرون إلى المعرض خلال اليومين المقبلين له، آملين أن يجدوا منتجات وفرصا استثمارية جيدة فيه.
مشاركة :