عبّرت الصحف التونسية الصادرة أمس عن خيبة أمل كبيرة بعد الخسارة أمام منتخب إنجلترا في الدقيقة القاتلة 91، وأكدت أن أمل «نسور قرطاج» ما زال قائماً رغم صعوبة المهمة أمام بلجيكا. وكان قائد المنتخب الإنجليزي هاري كاين أنقذ فريق«الأسود الثلاثة» من بدء مشواره في مونديال روسيا 2018 بتعادل مع تونس، بتسجيله ثنائية (2-1) منها هدف الفوز في الوقت القاتل، ضمن المجموعة السابعة. وتقدم «الأسود الثلاثة» بهدف في الدقيقة 11 عبر كاين بعد ركلة ركنية، وعادل الفرجاني ساسي النتيجة (35 من ركلة جزاء)، قبل أن يقول هداف توتنهام كلمته الأخيرة في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع بهدف رأسي بعد ركلة ركنية أيضاً.وألحق كاين (24 عاماً) بالمنتخب التونسي خسارة هي الثالثة لمنتخب عربي في الوقت القاتل في مونديال 2018، بعد مصر أمام الأوروجواي (1-صفر)، والمغرب أمام إيران بهدف من نيران صديقة (صفر-1)، لتصبح الدقيقة 90 عقدة العرب الحقيقية في المونديال الروسي. ولم يقدم منتخب تونس الأداء المتوقّع منه، وكان منتخب إنجلترا أفضل في معظم أوقات اللقاء، ورغم ذلك كان «نسور قرطاج» قريباً من خطف نقطة ثمينة لولا لعنة الدقيقة الأخيرة.وسجل منتخب إنجلترا بداية مذهلة للمباراة وشكل تهديداً مستمراً على المرمى التونسي وسنحت له العديد من الفرص الخطرة بفضل سرعة إيقاع اللعب. وتصدى الحارس التونسي لعدة فرص محققة من ديلي إلي وهاري ماجواير وكين وجون ستونز وجيسي لينجارد.وعنونت صحيفة «الشروق» الجزائرية: «هدف قاتل.. والأمل قائم»، وانتقدت ضعف أداء لاعب الظهير الأيسر علي معلول العائد من الإصابة وعدم ظهور قائد الفريق وهبي الخرزي، لاعب رين الفرنسي، بمستويات مرضية.ووصفت صحيفة «الصباح النتيجة ب «المريرة والموجعة»، في حين كانت صحيفة (لوتون) الناطقة بالفرنسية، واقعية ووصفت نتيجة المباراة وأداء المنتخب الذي لم يكن مثالياً ب«المحبط»، وأشارت صحيفة «لابريس» إلى افتقاد لاعبي تونس للجرأة في مواجهة إنجلترا.وفي الشارع التونسي، انتشرت مشاعر الخيبة والحسرة على وجوه الجماهير بعد الهزيمة في اللحظة الأخيرة. وكانت الجماهير قد انتشرت في الساحات العامة في العاصمة تونس وعدد من المدن الأخرى.من جهتها، احتفلت وسائل الإعلام الإنجليزية بالفوز الصعب، وأثنت صحيفتا «ديلي ميل» و«ديلي إكسبريس» بشكل خاص على النجم هاري كين، كما ذكرت صحيفة «ذا ميرور»، «إنه كين، لقد رأى، وقد قهر».وخاض هاري كين المونديال بطموح تقديم أفضل مما قدمه خلال كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016)، حيث أخفق في تسجيل أي هدف لمنتخب بلاده في البطولة الأوروبية.وأشادت صحيفة «ذا جارديان» بالدور الذي لعبه هاري كين في الارتقاء بمستوى الفريق، بينما وصفت صحيفة «ذا تايمز» النتيجة بأنها «عادلة» وذلك في إشارة إلى مطالبة لاعبي المنتخب الإنجليزي بضربتي جزاء، وإشارة الحكم بمواصلة اللعب في المرتين، وكذلك حصول المنتخب التونسي على ضربة جزاء مثيرة للجدل سجل منها الفرجاني ساسي هدف التعادل في الشوط الأول. وأشاد الجميع في بريطانيا ب «الملك كين»، وقال جاريث ساوثجيت مدرب إنجلترا «الفرق الجيدة تسجل أهدافاً متأخرة، لقد منحنا أنفسنا منصة رائعة للبناء عليها، هناك الكثير من الأشياء التي يمكننا أن نشعر بالسعادة حيالها».وتابع ساوثجيت «هاري كبير، مهاجم كبير، سعيد من أجله، حيث كنا سنتساءل أين أهدافه في البطولة إذا لم يسجل، لقد تعامل مع الهدفين بشكل جيد حقاً». وقال نبيل معلول مدرب المنتخب التونسي «هاري كين واحد من أفضل المهاجمين في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولهذا فإن الأندية الكبيرة تطارده».وأضاف «أعتقد أنه يقف وراء فوز الفريق الإنجليزي، لقد كان دائماً يقف في المكان المناسب، إنه قناص مثالي».طبيب المغرب يدافع عن صفعه لاعباًدافع طبيب المنتخب المغربي عبد الرزاق الهيفتي عن قيامه ب «صفع» اللاعب نور الدين أمرابط بعد سقوطه وارتطام وجهه بأرض الملعب خلال المباراة ضد إيران.ووجهت انتقادات للهيفتي على وسائل التواصل بعد قيامه بصفع اللاعب أكثر من مرة إثر سقوطه خلال المباراة، وأكد الهيفتي أنه احترم تعليمات الاتحاد الدولي (فيفا) بحذافيرها، مضيفاً في مقطع فيديو أرسله الاتحاد المغربي لوسائل الإعلام «تلقينا رسالة من فيفا تذكرنا بالتوصيات التي يجب اتباعها، وشدد الطبيب على أن «تدخلنا كان صحيحاً». لاعبو تونس: علينا نسيان الهزيمة أرجع اللاعب علي معلول لاعب المنتخب التونسي لكرة القدم الهدفين اللذين اهتزت بهما شباك الفريق، لقلة التركيز، مشيرا إلى أن الفريق يحتاج الآن لنسيان هذا اللقاء والتركيز في المباراة المقبلة.وقال معلول: «استقبلت شباكنا هدفين عن طريق كرات ثابتة وهذا يرجع أولا إلى قلة التركيز. كان باستطاعتنا الخروج بنتيجة أفضل. في مثل هذه المباريات، لا يسمح بارتكاب مثل هذه الهفوات. نحاول نسيان هذا والتركيز على اللقاء المقبل. كل الفرص التي أتيحت للمنتخب الإنجليزي كانت من كرات ثابتة».وقال زميله فخر الدين بن يوسف: «بذلنا كل ما بوسعنا لإيقاف هذا الفريق الإنجليزي القوي ولكن في الجزء الأخير من المباراة فشلنا في ذلك. وهذا ما أصابنا بحسرة كبيرة. ومن المؤكد أن نفس الحسرة في قلوب الشعب التونسي بأكمله».وأضاف: «علينا محو هذه الهزيمة من أذهاننا والتركيز على المباريات القادمة. ليس صحيحا أنني لعبت طوال اللقاء في الدفاع. وإن كان كذلك، فما كان بإمكاني أن أحصل على ضربة جزاء. الفريق المنافس فرض علينا أسلوبه وكان يجب علينا ان نغير من مراكزنا وخططنا وتمركزنا حسب مقتضيات المباراة».وأكد وهبي الخزري نجم الفريق: «لعبنا دفاعيا بشكل كبير، ولم نتمكن من خلق الفرص للأسف. أعتقد أنه كان بالإمكان أن نقدم أداء أفضل من هذا. أعتقد أن نقطة كانت ستصبح مهمة جدا بالنسبة لنا. الضغط كان عاليا جدا وهذا الفريق يتمتع بالعديد من اللاعبين السريعين والمهاريين. تغيبت عن الملاعب بسبب الإصابة لأكثر من شهر ونصف الشهر. لم أشعر اليوم بأي آلام، وهذا شيء إيجابي للغاية».وأضاف: «أتمنى أن أقدم الأفضل في بقية المشوار وأستطيع مساندة المنتخب». كين: كنا نستحق ركلة جزاء عبر هاري كين عقب المباراة عن فخره بهدفيه، وقال: «أعتقد أننا لعبنا بشكل جيد خصوصاً في الشوط الأول وكان بمقدورنا تسجيل أكثر من هدف. لم أشاهد إعادة ركلة الجزاء لكن برأيي أنها لم تكن تستحق، أشعر ببعض خيبة الأمل لأننا لم نحصل على ركلة جزاء مستحقة خصوصاً بالمقارنة مع الركلة التي حصلوا عليها، تقنية الفيديو موجودة للبت في هذه الحوادث، إذا اعتقدوا أنها لا تستحق فعلينا القبول». «كريم» واقٍ من البعوض اضطر لاعبو منتخب إنجلترا لوضع كريم واقٍ من قرصات البعوض قبل المباراة أمام تونس، وهاجمت الحشرات ملعب فولجوجراد بشكل كثيف لدرجة منعت بعض اللاعبين من الشعور بالارتياح رغم رش الطائرات مبيدات من الجو على المدينة. التونسيون يتفوقون رغم أنها المباراة الافتتاحية لإنجلترا في مونديال روسيا إلا أن مدرجات ملعب فولجوجراد شهدت نقصاً كبيراً في عدد المشجعين الإنجليز مقارنة بالجمهور التونسي الذي حضر بكثافة لدعم منتخب بلاده. ويتسع ملعب فولجوجراد ل 45.568 متفرجاً لكن مراسل ال«بي بي سي» قال إن 10 آلاف مقعد كانت فارغة تقريبا.
مشاركة :