لا عُقد.. ولا يحزنون

  • 6/20/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ضياء الدين علي ** لا أؤمن ولا أصدق، ولا أروج مع المروجين لمعنى «العقد» بكل أنواعها، لأني مقتنع بأن العقد في بال أصحابها فقط، وهي ملاذهم لتبرير ضعف القدرة وقلة الحيلة، لكن طالما اتفقنا على اعتبار خسائر المنتخبات العربية الأربع حتى الآن تجسد ظاهرة، فدعونا نبحثها ونحللها بطريقة منطقية بعيداً عن «خزعبلات» العقد واللعنات، والحظوظ التي إما أن تكون معنا أو علينا، لأن لتلك الظاهرة بعداً آخر يخصنا - كعرب - طول الوقت بغض النظر عما جرى حتى الآن في المونديال الروسي.** عندما يلعب أي فريق، سواء كان لناد أو لمنتخب، أمام فريق أقوى منه ويلعب بخطة دفاعية أملا في الخروج بالتعادل، يصبح سقف طموحه هو نقطة التعادل، ومن ثم يكون الفوز في حال حدوثه من باب المفاجآت ليس إلا، وبالتالي تكون الخسارة كنتيجة حاضرة بنسبة تقترب من نسبة ذاك التعادل المستهدف، وهذه حقيقة لا خلاف عليها، ولذلك عندما تحدث الخسارة في ظل هذه الثقافة يجب أن نتوقعها وأن نقبلها، طوعاً أو كرهاً لا فرق، لأنها ببساطة احتمالها كبير. ** لم أتوقف في الفقرة السابقة عند جدوى اللعب على التعادل من عدمه، لأن لكل فريق ظروفه التي تحكمه ولكل مدرب رؤيته وخطته التي يرى أنها الأنسب بالمقارنة بإمكانات منافسه، وفي المونديال.. كأهم وأقوى وأرفع بطولة للعبة على وجه الأرض، لن نختلف على أن المسافة الفارقة بين منتخباتنا العربية وسواها من الأوروبية واللاتينية بالذات عظيمة وهائلة جدا، وهذه الفروق عندما تعبر عن نفسها ميدانياً نجدها بالضبط كما رأينا من منتخباتنا، بفارق بدني واضح وتمترس دفاعي طول الوقت وهجمات شحيحة وفرص نادرة أو معدومة، مقابل سرعة فائقة في كل مهارات اللعبة وهجوم شرس وفرص كثيفة، ما يعني أن الخسارة تصبح «مسألة وقت» ليس إلا.. وهذه أيضا حقيقة مسلم بها وما يخالفها استثناء لا يكسر القاعدة.** أما الدقيقة 90 التي تشهد غالباً انقلاب النتيجة، فهي الوقت المناسب والمثالي جداً لحدوث الانهيار وتبدد الحلم العربي.. فالتركيز واللياقة والمهارة والكفاءة.. كلها تتناقص معدلاتها تدريجياً خلال المباراة حتى تبلغ أدنى مستوياتها بالوصول إلى نهاية الوقت الأصلي، أضف إلى ذلك الإحساس الخادع الذي يتسرب إلى اللاعبين بأن المباراة انتهت أو كادت، فهذا بدوره يجعل القوى تخور قبل الأوان.الخلاصة.. الأسباب مازالت تخصنا قبل أن تخص المنافسين، لا عقد ولا يحزنون. deaudin@gmail.com

مشاركة :