توفّر شبكة الجيل الخامس «5G» من الإنترنت عبر الهواتف الذكية، سرعة أكبر في تنزيل البيانات وتحميلها، واتصالات مستقرة أكثر. وتتلخص الفكرة من ورائها بحسب ما يذهب إليه خبراء أجانب، في تحسين استخدام الطيف الراديوي، وتمكين المزيد من الأجهزة من الوصول إلى الإنترنت عبر الهاتف النقال في المنطقة والوقت نفسهما.وتعتبر الكويت واحدة من أكثر دول العالم تقدماً في مجال استخدام تقنيات الهواتف الذكية، وهي واحدة من أوائل الدول التي تبنت تقنيات «الجيل الخامس».وفي الكويت، سيكون الطيف المخصص للجيل الخامس في النطاق الفرعي 6 غيغاهرتز، على غرار دول مجلس التعاون الخليجي، ودول أوروبية وآسيوية أخرى، وقد تم استخدامه منذ عقود من أجيال الاتصالات المتنقلة السابقة «2G» و«3G» و«4G» و«الواي - فاي».ويأتي ذلك في وقت أكدت العديد من الدراسات الأخرى، أنه قد حكي الكثير عن المخاوف من مخاطر تكنولوجيا الاتصالات وتطبيقاتها على الصحة العامة، على الرغم من حقيقة أن المجتمعات قد استخدمت هذه العناصر منذ الجيل الأول من الهواتف المحمولة، لذا لا مخاوف أو قلق من هذه الشبكة.وتكفي الإشارة هنا، إلى أنه وعلى عكس خدمات «4G»، فإن كل ما نفعله الآن على هواتفنا الذكية بحسب خبراء هو «أننا سنكون قادرين على القيام به بشكل أسرع وأكثر كفاءة، إذ سيلاحظ المستخدمون لهذه التقنية أكثر من مجرد زيادة في السرعة، فالنظارات الذكية مثلاً ستتميز بالواقع المعزز، والواقع الافتراضي للجوال، والفيديو عالي الجودة، وإنترنت الاشياء التي تجعل مدننا أكثر ذكاءً». ويمكن لأجهزة اللياقة البدنية القابلة للارتداء مراقبة صحتك في الوقت المناسب، وتنبيه الاطباء بمجرد حدوث أي طارئ. ومن المتوقع أن تقدم تقنيات الجيل الخامس كل هذه الخدمات الجديدة، بالإضافة إلى ابتكارات أخرى لا يمكننا التنبؤ بها. وعلى سبيل المثال، يمكن أن يقدم لنا المستقبل أسراباً من الطائرات بدون طيار، التي تتعاون للقيام بمهام البحث والإنقاذ، وتقييمات الحرائق ومراقبة حركة المرور، والتسليم بشكل أسرع من مطعمك المفضل، وكلها تتواصل لاسلكياً مع بعضها البعض ومع محطات القاعدة الأرضية عبر شبكات «5G». الانتشار بالخليجمن ناحية أخرى، وفي دول مجلس التعاون الخليجي، في عام 2018، اعتمدت «Ooredoo قطر» خدمات الجيل الخامس التجارية، في حين أصدرت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات «CITC» في السعودية بداية عام 2019، تراخيص تتيح نشر البنية التحتية للجيل الخامس بواسطة مشغلي شبكات الهاتف النقال. وفي مايو الماضي، أعلنت «اتصالات» إطلاق أول شبكة لاسلكية «5G» تجارية في الإمارات، كما أعلنت الكويت بالفعل إطلاق الخدمات منتصف يونيو الجاري، إذ باتت حزم الجيل الخامس متاحة حالياً في المتاجر المحلية وعبر الإنترنت. 91 دولةوتُظهر شركات الاتصالات في جميع أنحاء العالم، اهتماماً كبيراً باعتماد شبكات «5G»، نظراً للفوائد التي تقدمها للمستخدمين. وهنا أظهر تقرير حديث صادر عن رابطة موردي الأجهزة المحمولة العالمية (GSA)، أن 231 مشغلاً في 91 دولة يستثمرون في شبكات الجيل الخامس، على شكل اختبارات وتجارب وعمليات مخططة وفعلية. وبحلول منتصف مايو 2019، أعلن 41 مشغلاً أنهم اعتمدوا تقنية «الجيل الخامس» في شبكاتهم، فعلى سبيل المثال وفي منطقة الشرق الأقصى، تم إطلاق «5G» رسمياً في 3 أبريل في كوريا الجنوبية. وحصلت شركة «SK Telecom» على 38 ألف محطة أساسية «KT كوربوريشن» على 30 ألف محطة، و«LG U Plus» على 18 ألف محطة، منها 85 في المئة تقع في 6 مدن رئيسية.وذكرت وزارة العلوم والتكنولوجيا في كوريا الجنوبية، أن عدد المشتركين في شبكة الجيل الخامس تجاوز مليون مشترك في 10 يونيو، وبمعدل 17 ألف عميل جديد كل يوم. أما في الصين، فقد وافقت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات (MIIT)، على طلبات 3 من مشغلي الشبكات لتشغيل تقنيات «الجيل الخامس» وهم «تشاينا تيليكوم»، و«تشاينا موبايل»، و«تشاينا يونيكوم» منذ بداية عام 2019. ويقوم المشغلون الثلاثة ببناء مئات الآلاف من محطات «5G» الأساسية في جميع أنحاء البلاد، إذ تتنبأ دراسة عن تقنيات «الجيل الخامس» في الصين بعنوان «التوقعات والمقارنات الإقليمية» أعدتها «GSMA»، أن اشتراكات الجيل الخامس في الصين ستتجاوز 400 مليون بحلول عام 2025. وعلى صعيد اليابان، يستعد مشغلو الهواتف الذكية لإطلاق الجيل الخامس تجارياً بين مارس ويونيو 2020، تزامناً مع انطلاق فعاليات أولمبياد طوكيو 2020. وفي الوقت نفسه، أعلنت «EE» في المملكة المتحدة، أن حزم «الجيل الخامس» باتت متاحة للبيع في نهاية مايو الماضي في 6 مدن رئيسية تشمل لندن. وتقوم «EE» بنشر تقنيات الجيل الخامس بسرعة في مدن أخرى، على أن تطلق العديد من خطط «5G» الجديدة، بما في ذلك مجموعة من 6 هواتف ذكية داعمة مثل «سامسونغ إس 10 5G» و«OnePlus 7 Pro 5G»، و«LG V50 ThinQ»، و«Oppo Reno 5G»، وأجهزة راوتر «5G».كما أطلقت شركة «فودافون رومانيا»، ثاني أكبر لاعب في سوق الاتصالات المتنقلة المحلية، خدمات تجارية تعتمد على الجيل الخامس للمرة الأولى في السوق المحلية في مايو 2019. ‏‏الشبكات الخليوية تعتمد الشبكات الخلوية وشبكات «Wi-Fi» اليوم على أجهزة الميكروويف، وهو نوع من الإشعاع الكهرومغناطيسي المستخدم من قبل «5G»، الذي كان مستخدماً بالفعل من قبل ترددات متعددة من شبكات الجيل الثاني والجيل الثالث والجيل الرابع. وكان الطيف المستخدم من قبل «5G» في القطاعين العام والخاص لسنوات لأشياء مثل الأقمار الصناعية، من نقطة إلى نقطة، وتشير إلى أنظمة اتصال متعددة النقاط. وقد اعتبرت اللجنة الدولية لحماية الإشعاعات غير المؤينة «ICNIRP»، وهي منظمة مستقلة معترف بها رسمياً على الصعيد العالمي، ان الترددات الراديوية «RF» لشبكات الهاتف النقال ومنها شبكات الجيل الخامس، هي ترددات ذات إشعاعات غير مؤينة، ولا تعمل على التأثير على خلايا الجسم أو إحداث تغييرات فيها تعمل على الإصابة بالسرطان.