خمسون «حزيراناً» وحزيران!!

  • 6/20/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

خيري منصور حين كتب الراحل إميل حبيبي سداسية الأيام الستة كان «متشائلاً» كعادته، أي في منزلة بين التفاؤل والتشاؤم، وتصور أن بضعة حزيرانات ستمضي ثم تشرق الشمس على نهار تعلن ظهيرته الانتصار، لكن المتوالية الحزيرانية استمرت ومرّ أكثر من خمسين «حزيراناً» وثمة أرض عربية ترفرف عليها نجمة داوود السداسية. ومن أصابتهم نكسة قومية كما قيل في تلك الأيام لم يتماثلوا للشفاء، وحين نقول: خمسون «حزيراناً» وحزيران، فذلك ليس على طريقة ألف ليلة وليلة، بحيث تكون الليلة الأخيرة خاتمة المطاف. وما صدر حتى الآن من كتب بمختلف اللغات عن حزيران 1967 لم يقل الحقيقة كلها، لأن هناك من كان هاجسهم تبرئة الذات مقابل آخرين لم يحصلوا على الوثائق كلها، المكتوب منها والشفوي، لهذا هناك مساحة مسكوت عنها حاول بعض المثقفين بما امتلكوا من حاسة نقدية الاقتراب منها كما فعل المفكر الراحل صادق العظم في كتابه «النقد الذاتي» بعد الهزيمة، فقد أورد مشاهد تفتضح خرافات ومواقف لا تخلو من سذاجة، لكنه ترك الباب موارباً لأن الهزيمة كالجريمة لا تكتمل إلا إذا غاب الشهود وشحّ الشهداء. خمسون «حزيراناً» وحزيران هي عمر التراجيديا القومية التي تحولت بمرور الوقت وفقه التناسي لا النسيان إلى شيء مألوف في التقاويم القومية، وتمر الذكرى بقليل من الأسى وكثير من الإحباط، لأن هناك أرضاً لا تزال تئن تحت نير الاحتلال، وهناك أجيال ورثت وعداً عرقوبياً لم يتحقق في المدى المنظور. شعوب كثيرة مُنيت بهزائم منها ما يفوق حزيران، لكنها لم تتأقلم مع هزائمها، واستطاعت من خلالها أن تعيد النظر في مكونات ومرجعيات وأساليب تفكير، فكانت هزائمها كبوات أعقبها النهوض، والعرب ليسوا استثناء سلبياً في التاريخ، لكن ما يحول دون قيامتهم خارجياً ومحلياً أدى إلى أن يكون اليوم السادس في تلك الحرب أطول يوم في التاريخ!!. khairi_mansour@yahoo.com

مشاركة :