لم يمرّ أسبوع على استنكار حركة «حماس» اعتداء أجهزة أمن السلطة على متظاهرين في رام الله مطالبين برفع العقوبات عن قطاع غزة، حتى ووجهت الحركة بتنديد مماثل على خلفية اعتداء عناصرها على المشاركين في مسيرة رافضة للانقلاب نُظمت في قلب مدينة غزة. وأفادت وكالة «وفا» الفلسطينية الرسمية أمس، بأن عدداً من الفلسطينيين أصيبوا، واعتقل آخرون، عقب اعتداء أجهزة «حماس» وعناصرها على مشاركين في مسيرة دعت إليها لجنة الأسرى والمحررين في القوى والفصائل ونشطاء ومؤسسات أهلية، في ساحة السرايا في قلب مدينة غزة، رفضاً للانقلاب. ونقلت الوكالة عن شهود عيان قولهم إنه «في تمام الساعة 11 والنصف قبل الظهر، دخل عشرات من عناصر حماس يلبسون قمصاناً سوداء وخضراء، إلى المكان وهم يحملون هراوات ولافتات كُتبت عليها شعارات نابية ومسيئة، وحاولوا الاقتراب من مركز التجمع، على رغم تأكيد المشاركين أن حراكهم وطني، وهاجم عناصر الحركة المنصة وقاموا بتكسيرها وتكسير مكبرات الصوت». وأشارت الوكالة إلى أن «المجموعة اعتدت على المشاركين وألقت عليهم الحجارة والعصي والأحذية، وقامت بضرب المشاركين والمشاركات». وقال الأسير المحرر تيسير البرديني في تصريح إلى «وفا»، إن «مجموعة من حماس دخلت إلى الاحتفال فور بدئه وراحت تهتف ضد الرئيس محمود عباس، وهو ما لم يكن متفقاً عليه مع جماعة الحراك الذي يقوده الأسرى، لأن شعارنا وطني، ونحن لم نخرج ضد أحد، إنما خرجنا من أجل المطالبة بالحقوق والحريات، فأعطينا أوامر بالانسحاب حتى لا نكون سبباً في إراقة دماء جديدة». وحمل «السلطة الموجودة في غزة» وهي حركة «حماس» مسؤولية ما جرى، قائلاً إن «أي اعتداء من أي جهة هو مسؤوليتهم، لذلك تجب محاسبة من اعتدوا على هذا الحراك السلمي». ودانت فصائل منظمة التحرير الاعتداء. وقال الناطق الرسمي باسم حركة «فتح» عضو مجلسها الثوري أسامة القواسمي، إن «هتافات الوحدة تتنافى مع توجهاتهم (عناصر حماس) وثقافتهم». واعتبر أن «الوحدة الحقيقية هي أقرب الطرق للخلاص من الوضع الراهن لشعبنا الفلسطيني، وتقرّبنا أكثر من الحرية والاستقلال». وطالب «حماس» بـ «الارتقاء إلى مستوى التحديات والإعلان الفوري عن إنهاء حالة الانقسام، وتسليم الحكومة العمل في قطاع غزة». ودانت الجبهة «الشعبية لتحرير فلسطين» تدخل «أجهزة حماس» واعتدائهم على جموع المتظاهرين بلباس مدني، داعية إلى وقفة وطنية تقضي بمحاسبة وملاحقة جميع المتسببين بالاعتداء. كما دانت «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» عملية تخريب الحراك المطالب بإنهاء الانقسام، وطالبت بضرورة ملاحقة المتسببين، وتقديمهم إلى العدالة.
مشاركة :