الكل مستغرب! ما هي خطة هيئتا الثقافة والترفيه، من التركيز على الحفلات الغنائية للترفيه عن الشعب، وكأنه متعطش للطرب والأغاني؟ في الوقت الذي تختفي أو تتلاشي أنشطة الفنون الترفيهية الأخرى، كالمسرح والسينما، وبالأخص في برامج الاحتفال بالعيد في مختلف مدن المملكة. ** في شهر إبريل الماضي أفتتح معالي وزير الإعلام رئيس الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع د.عواد العواد في الرياض أول عرض سينمائي في أول صالة عرض سينمائية شاهد فيها الجمهور الفيلم الأمريكي الجديد Black Panther النمر الأسود، وفي جدة استمتع الجمهور على مدى أسبوعين بالعروض المسرحية التي قُدمت ضمن مشروع "مسرح السعودية" على مسرح النادي الأدبي في الكورنيش، التي أبرزت العديد من المواهب المسرحية من الجنسين، حيث تلقت تدريباتها على يد الكوميديان المسرحي الفنان أشرف عبد الباقي. ** السؤال : لماذا لم يكن هناك تنويع في برامج الترفيه خصوصا ونحن في أيام عيد أصبحنا مقتنعين بأهمية استعادة النشاط السينمائي الذي كان موجودا قبل السبعينيات الميلادية ؟ ويُخشى أن يكون فيلم النمر الأسود الفيلم الوحيد الذي استطاع الجمهور مشاهدته في صالة عرض سينمائية، وما نخشاه أيضا أن تكون تجربة العروض المسرحية لمسرح السعودية، تجربة لن تتكرر، وسيبقى اهتمام الترفيه ثقافيا بحفلات الغناء للفنانين والفنانات !! ** أي فن من الفنون حتما له هدف ويحمل في مضمونه رسالة! وبعيدا عن الأخلاقيات وتأثيرات السلوك، نحن أمام أعمال الهدف من إنجازها، تأثيرها في الناس لتغيير مفاهيمهم وبلورة أفكارهم، ولنا أن نتصور كيف يمكن الترويج لتوجه ما أو طرح قضية ما، اجتماعية كانت أو سياسية وحتى أيديولوجية، من خلال الإنتاج السينمائي. السينما فن له سحره ورسالته الجماهيرية. إنه الفن السابع الأكثر شعبية وتأثيرا في توجهات الشعوب. من خلال متابعتي للأفلام القصيرة التي بُثت في برنامج قُمرة خلال شهر رمضان، أدركت أن هناك مواهب سينمائية في كتابة النص السينمائي والإخراج والأداء لها مهارات عالية، نثق تماما فيه كجيل سيصنع إبداعا سينمائيا حتما سيلقى تقديره ونجاحه في المهرجانات العالمية. من خلال تجارب سعودية سينمائية جريئة وفائقة الإبداع. ** أما كيف نطور صناعة السينما السعودية، ونقدمها بشكل أفضل ؟ علينا أن نشجع المواهب ونفتح أبواب الدراسات العليا فيها بابتعاثهم في الخارج، وإنشاء أكاديميات للفنون السينمائية و المسرحية. وما دمنا مقبلين على إنشاء العديد من صالات العرض السينمائي في المملكة والمسارح الفنية، فلابد من حركة إنتاج سينمائي يتمكن من خلاله شبابنا الاستمتاع بإبراز مواهبهم الإبداعية التي تمتع الجمهور، وأعود لأسأل لماذا غابت العروض السينمائية والمسرحية، عن برامج الترفيه في مدن المملكة المختلفة ؟ أم أن هيئة الثقافة التي أنشئت أخيرا تشتبك الآن في ازدواجية التنسيق ومرجعية التنظيم مع هيئة الترفيه ؟
مشاركة :