يدرس الاتحاد الأوروبي إمكانية انشاء "مراكز إيواء مؤقت" خارج حدوده تستقبل المهاجرين وطالبي اللجوء ريثما يتم النظر في ملفاتهم، حسب مسودة أعدها رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك لعرضها على القمة الأوروبية المقبلة. كشفت مسودة للقرارات المتوقع أن يصادق عليها قادة دول الاتحاد الأوروبي الأسبوع القادم عن أنهم قد يدعمون فكرة إقامة "منصات إنزال" بمعنى (مراكز إيواء مؤقت) خارج دول الاتحاد الأوروبي لاستضافة طالبي اللجوء والمهاجرين الذين يتم إنقاذهم من البحر خلال محاولات الوصول إلى الشواطئ الأوروبية. ويدور حاليا نقاش محتدم في أوروبا، حيث تصر إيطاليا على أنها تحتاج إلى المزيد من الدعم للتعامل مع المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى شواطئها من شمال أفريقيا، بينما تعارض الدول الشرقية مثل المجر فكرة إعادة توزيع المهاجرين، وحتى ألمانيا منقسمة بشأن الهجرة. وكان قد طُرح الأمر الأسبوع الماضي، عندما أغلقت إيطاليا موانئها أمام سفينة إنقاذ المهاجرين "أكواريوس" التي كانت تقل أكثر من 600 مهاجر جرى إنقاذهم من البحر، ما أثار خلافا دبلوماسيا مع جيرانها الأوروبيين. ومن المقرر أن يبحث قادة الاتحاد الأوروبي قضية الهجرة في قمة الأسبوع القادم، وسط جهود قائمة لتحسين نظام اللجوء في التكتل، والضغط على المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي تم إمهالها أسبوعين للتغلب على الانقسامات العميقة بشأن هذه القضية داخل حكومتها. توسك في الوسط بين ميركل ومستشار النمسا سيباستيان كورتز. وتدعو مسودة الوثيقة، التي أعدها مكتب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك لقمة الأسبوع القادم، قادة دول الاتحاد لدعم "تطوير مفهوم منصات الإنزال الإقليمية". ووفقا لدبلوماسي بالاتحاد الأوروبي، فإنه سيتم إقامة هذه المنصات في دول خارج الاتحاد الأوروبي، ووصف المقترح بأنه "قد يغير قواعد اللعبة" كونه سيقلل الدافع أمام المهاجرين لمحاولة عبور البحر المتوسط. وقالت المنظمة الدولية للهجرة اليوم في جنيف إن تدفق المهاجرين عبر البحر المتوسط تراجع إلى أقل من النصف مقارنة بما كان الوضع عليه خلال العام الماضي. وقال جويل ميلمان المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة في مؤتمر صحفي إنه "مع ذلك لا يزال البحر المتوسط مكانا خطرا بالنسبة للمهاجرين المخالفين للقوانين ". وتقول مسودة وثيقة الاتحاد الأوروبي إن مراكز اللاجئين المقترحة، التي سوف تعمل بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة ومكتب اللاجئين التابع للأمم المتحدة ، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، "ستسمح بمعالجة سريعة للتمييز بين المهاجرين لأهداف اقتصادية والذين يحتاجون إلى الحماية الدولية". ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدرٍ لم تسمه، أنّ تونس كانت أحدى الدول المحتملة المقترحة لاستضافة "منصات الإنزال". لكن مفوض الاتحاد الأوروبي للهجرة ديميتريس أفراموبولوس قلل من أهمية الاقتراح، وسط تقارير إعلامية أنه يمكن إنشاء مثل هذه المراكز لإيواء اللاجئين في ألبانيا الواقعة جنوب الاتحاد الأوروبي. وأضاف أفراموبولوس بعد محادثات الثلاثاء مع وزراء داخلية دول غرب البلقان "لم يجر أي نقاش بشأن إقامة معسكرات في ألبانيا أو أي مكان آخر في أوروبا". م.م/ أ. ح ( أ ف ب، د ب أ)
مشاركة :