صنعاء - وكالات - دخلت الميليشيات الحوثية في حالة رعب مزدوج إزاء التطورات المتلاحقة في مدينة الحديدة الاستراتيجية على الساحل الغربي لليمن، في ظل مخاوفها المتنامية من اندلاع انتفاضة شعبية ضدها بالتوازي مع مواصلة القوات الموالية للحكومة الشرعية تقدمها ضمن عملية «النصر الذهبي»، ما دفع بالانقلابيين إلى فرض حالة الطوارئ في بعض أحياء المدينة الساحلية.وعصفت تلك الأجواء بالحوثيين في وقت أكد كل من التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن وقوات «الشرعية» السيطرة على مطار الحديدة بالكامل بعد أسبوع من المعارك، فيما انتقلت المواجهات إلى الطريق المؤدية إلى ميناء المدينة.وقال قائد قوات التحالف في جبهة الساحل الغربي لليمن العميد الركن عبدالسلام الشحي «تم تطهير مطار الحديدة بالكامل والسيطرة عليه»، كما أكد مصدر عسكري في «الشرعية» السيطرة على المطار وانتقال المواجهات إلى شارع الكورنيش المؤدي نحو الميناء على بعد نحو 8 كيلومترات.من جهتها، أفادت مصادر طبية أنه وصلت خلال يومين جثث 156 مسلحاً حوثياً الى مستشفيات محافظة الحديدة، فيما قتل 28 شخصا من القوات الموالية للحكومة. وبذلك ارتفع عدد القتلى منذ بدء العملية العسكرية، الأربعاء في 13 يونيو الجاري، إلى 348 شخصاً.في المقابل، فرضت الميليشياث حالة طوارئ في بعض أحياء الحديدة، مع انتشار كثيف لمسلحيها وسط الأحياء السكنية، بعد فرارهم من معركة المطار.وأكدت مصادر محلية متطابقة أن الحوثيين أغلقوا بالقوة كاميرات المراقبة الموجودة في بعض الفنادق والمؤسسات العامة والخاصة بالمدينة، وحذروا السكان من الإبلاغ أو رصد أو تصوير تحركاتهم، حيث يعملون على مواصلة حفر الخنادق والمتاريس ونشر دبابات ومدرعات وأسلحة مختلفة في الأحياء السكنية وتوزيع قناصيهم على أسطح المباني المرتفعة.ولفتت إلى أن مخاوف الحوثيين من انتفاضة شعبية داخل المدينة ضدهم، توازي تخوفهم من التقدم الميداني المتسارع لقوات الشرعية.بدورهم، أكد شهود ومنظمة «المجلس النرويجي للاجئين» انقطاع المياه في بعض مناطق الحديدة، وتعطل إمدادات المياه في أحياء عدة، وأصبح السكان يعتمدون على المياه التي توفرها المساجد.وفي السياق (عدن - «الراي»)، كشف مصدر في قوات المقاومة اليمنية المشتركة عن بدء التحالف وقوات «الشرعية» في نزع الألغام من مداخل مطار الحديدة، بقسميه المدني والعسكري، لتأهليه قبل تمشيط المدينة.وأوضح أن «خطة التأهيل تتضمن تزويد المطار العسكري بمنظومة باتريوت لإحباط أي هجمات صاروخية حوثية ضده، أما تأهيل المطار المدني فيهدف إلى عودة الرحلات والمساعدات الإنسانية».في الأثناء، قال الناطق باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي إن «تطورات كبيرة ستحصل على جبهة الحديدة»، مؤكداً أن التحالف يعمل على كل المحاور للضغط على الميليشيات والقبول بالحل السياسي.إلى ذلك، قتل 4 مدنيين جراء انفجار عبوة ناسفة زرعتها الميليشيات بمديرية التحيتا جنوب الحديدة، فيما اقتحم الجيش الوطني حي الربيصة.من ناحية أخرى، قال قائد اللواء الأول - حرس حدود في الجيش الوطني اليمني العميد هيكل حنتف إن المعركة مع الحوثيين «ثلاثية الأبعاد»، وتتمثل بالقضاء على العمق الاقتصادي للميليشيات من خلال تحرير الحديدة، والعمق السياسي من خلال تحرير العاصمة صنعاء، والعمق الفكري من خلال تحرير صعدة.في موازاة ذلك، أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أن «تحرير الحديدة هو بداية النهاية للحرب»، لافتاً إلى أن «الخيار في اليمن هو بين الدولة والميليشيا وبين النظام والعنف وبين السلام والحرب»، وأنه «لا يمكن لـ 3 في المئة من اليمنيين أن يتحكموا بمصير الأمة».وعلى جبهات أخرى، تمكن الجيش الوطني، بإسناد من التحالف، من تحرير مواقع جديدة في جبهة الملاحيط بمديرية الظاهر في محافظة صعدة، في حين أطلقت قوات الجيش عملية عسكرية واسعة في محافظة البيضاء نجحت خلالها في تحرير مواقع استراتيجية جديدة وقتلت 37 انقلابياً. أواني طهي... ألغام إيرانية «مبتكرة» نشرت القوات المسلحة الإماراتية مقطع فيديو لأسلحة متنوعة إيرانية الصنع، تم ضبطها خلال العمليات التي ينفذها التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن بقيادة السعودية.وأظهر المقطع، الذي نشرته وكالة الأنباء الإماراتية، أمس، عدداً من الأسلحة والمعدات العسكرية الإيرانية، منها «صواريخ وطائرات مسيرة من دون طيار وخزانات الوقود الخاصة بالصواريخ البالستية من نوع سكود، وألغام مبتكرة على شكل أواني طهي وصخور وعلب مياه...»وأشارت الوكالة إلى أن «الأسلحة جزء بسيط من الدعم الإيراني للحوثيين»، لافتة إلى أن قوات التحالف العربي فككت 30 ألف لغم منذ بدء العمليات في اليمن. وفد فرنسي يزور صنعاء | صنعاء - من طاهر حيدر | كشف مصدر في حكومة «المجلس السياسي الأعلى» الذي يسيطر عليه الحوثيون في صنعاء لـ «الراي» أن وفداً فرنسياً سيزور العاصمة اليمنية خلال الأيام المقبلة للتباحث في شأن تسليم فرنسي احتجز مع أفارقة في زورق قرب ساحل مدينة الحديدة الأسبوع الماضي.وأوضح المصدر أن المواطن الفرنسي اقتيد إلى صنعاء عقب احتجازه، ما جعل باريس تستعين بمبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث الذي زار صنعاء، لأربعة أيام (من السبت إلى الثلاثاء الماضيين)، بعد تعذر وساطة إحدى الدول الخليجية.وأكد أن حكومة صنعاء التابعة للحوثيين «اشترطت إعلان فرنسا الانسحاب من التحالف العربي مقابل الإفراج عن المواطن الفرنسي» الذي يُعتقد أنه ضابط بحري، فيما ذكرت مصادر أخرى أنه مواطن يحب الصيد ويعمل في التجارة.
مشاركة :