لئن شكرتم لأزيدنكم

  • 6/21/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بكل معاني الحمد والشكر لله تعالى على ما أنعم علينا من بركاته، فقد بث تلفزيون البحرين بتاريخ 2/4/2018م، خبراً أثلج صدورنا جميعاً قيادة وشعبا، وجاء فيه «تم اكتشاف أكبر حقل للنفط في تاريخ البحرين»، وما كان من المواطنين إلا أن اتصلوا بتلك القناة، يتسابقون بالتهاني والتبريكات ويرفعونها إلى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين حفظهم الله تعالى، وأيضا شاملين تلك التهاني بعضهم بعضا. هذا الخبر المفرح، رجع بي إلى ما أنعم الله تعالى على بلادنا به من خيرات عبر تاريخها الطويل، والموغل في القدم، وأهم تلك النعم الماء «وجعلنا من الماء كل شيء حيا». فكانت ينابيع وعيون الماء العذب، تفيض وتسير جداول تروي الأراضي، وتسقي الأناسي والأنعام، إذ كانت مهنة الزراعة وتوابعها هي صلب السعي، فازدهرت وأينعت الحضارة، ووفرت الأمن والاستقرار، وشمر البحرينيون عن سواعد الجد والعمل والكفاح لتعمير البلاد، حتى أصبحت البحرين جنة، وتصنع ما تحتاجه في حياتها اليومية، بحسب كل فترة من فترات التاريخ المعطر، كما أنعم الله سبحانه عليها بنعمة البحار والخلجان التي تتخلل جزرها البالغة 33 جزيرة، والحبلى بالدر والمرجان، وما فيها من أسماك متعددة الأصناف والألوان والاحجام، المعطية إلى الإنسان الغذاء الفطري، بالإضافة إلى أن بحرها يشكل وسيلة للمواصلات بين جزرها والعالم، ويستخرج منه الحجارة والطين والرمال للبناء، ولم تجع البحرين يوماً، ولم يدخل الخوف ديارها، حيث مياهها البحرية تكون حصوناً وقلاعا تحميها، ولم يجرؤ غازٍ على غزوها وخاصة بعد الفتح المبارك بقيادة الزعيم القائد الخالد أحمد الفاتح عام 1783، واستتباب الأمن والاطمئنان، فالشكر لله تعالى «لئن شكرتم لأزيدنكم» نعم، مرت بالبحرين سنوات قحط وشظف عيش بعد انهيار صناعة اللؤلؤ وإغراق الأسواق الخليجية باللؤلؤ الصناعي الياباني، لكن الله تعالى، فرج تلك المحنة بعطائه السخي باكتشاف النفط في عام 1932، وعندما وقعت الحرب العالمية الثانية 1939 – 1945، أيضا عانت البحرين من نقص الغذاء، وحل بها ركود اقتصادي، كذلك نضبت العيون والينابيع، فكسدت الزراعة، ولولا البحر الذي حولنا ماءه من مالح إلى حلو، لكان لذلك حديث آخر، كما حدث لسكان الهدار بنجد! ومنذ أربع سنوات تقريباً انخفض سعر برميل النفط من 150 دولاراً إلى ما فوق الخمسين دولاراً، هذا الانخفاض المفاجئ – له أسباب كثيرة – لكنه أصاب العالم – والبحرين جزء من العالم – أصاب العالم بهزة اقتصادية سلبية، أثرت على ميزانية الدولة بشكل كبير، وتأثر اقتصادها وحاولت القيادة الرشيدة معالجة هذا الهبوط في سعر البترول بوسائل مدروسة بحيث تحافظ على مكتسبات المواطنين، والمضي في إكمال المشاريع الطموحة للشعب من دون توقف أو تأخير، وأهم خطوة هي فتح الأبواب للأموال الوطنية والعربية والأجنبية وأصحابها بالاستثمار في المملكة وفق قوانين محكمة، تفيد وتستفيد، ونهضت البلاد من كبوتها بعزيمة وقوة، «لئن شكرتم لأزيدنكم»، فلله الحمد والشكر، فبهذا الاكتشاف الجديد لحقل النفط الذي منّ الله تعالى علينا به، هو هبة من هبات المولى عز وجل على البلاد وأهلها، الذين صبروا وشكروا الأنعم الكثيرة على مر الدهور والعصور، وانقاذًا لنا ولاقتصادنا من أزمة هبوط سعر البترول الشديد، إذ ان هذه الهبة ستمكننا من مضاعفة إنتاجنا من النفط ولا بد هنا من مخاطبة منظمة الأوبك على مضاعفة حصتنا، بما يعني دعم ميزانية المملكة، ومواصلة سعيها الحثيث لإنجاز المشاريع الحيوية المستدامة ذات الدخل الوفير، التي تصب في صالح الوطن والمواطن، وفتح مجال كبير لوظائف أكثر لمخرجات التعليم، كل هذا سيتحقق بمشيئة الله تعالى ومساعي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين حفظهم الله تعالى، وبتضامن أبناء الشعب معهم، لنصل إلى اليوم الجميل الذي وعدنا به مليكنا المفدى، اللهم احفظ البحرين من كل حاقد وحاسد ومعتدٍ أثيم.

مشاركة :