بكل معاني الحمد والشكر لله تعالى على ما أنعم علينا من بركاته، اكتشف مؤخرًا في البحرين أكبر حقل للنفط في تاريخ المملكة، هذا الخبر المفرح، رجع بي إلى ما أنعم الله تعالى على بلادنا من خيرات عبر تاريخها الطويل والموغل في القدم، وأهم تلك النعم الماء «وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ».. فكانت ينابيع وعيون الماء العذب، تفيض وتسير جداول تروي الأراضي، وتسقي الاناسي والانعام، إذ كانت مهنة الزراعة وتوابعها هي منابع السعي والحصاد في بلدنا، فازدهرت واينعت الحضارة وزرعت الامن والاستقرار، وشمر البحرينيون عن سواعد الجد والعمل والكفاح لتعمير البلاد، حتى أصبحت البحرين جنة، تزرع وتصنع ما تحتاجه في حياتها اليومية، حسب كل فترة من فترات التاريخ المعطر. كما أنعم الله سبحانه عليها بنعمة البحار، والخلجان التي تتخلل جزرها البالغة 33 جزيرة، والحبلى بالدر والمرجان، وما فيها من اسماك متعددة الاصناف والالوان والاحجام، التي توفر للانسان الغذاء الفطري، بالاضافة إلى ان بحرها يشكل وسيلة للمواصلات بين جزرها والعالم، ويستخرج منه الحجارة والطين والرمال للبناء.ولم تجوع البحرين يوماً، ولم يدخل الخوف ديارها، حيث مياهها البحرية تكون حصوناً، وقلاعاً تحميها، ولم يجرأ غاز على غزوها خاصة بعد الفتح المبارك بقيادة الزعيم القائد الخالد احمد الفاتح، واستتباب الامن والاطمئنان فالشكر لله تعالى «لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ». نعم مرت بالبحرين سنوات قحط وشظف عيش بعد انهيار صناعة اللؤلؤ واغراق الاسواق الخليجية باللؤللؤ الصناعي الياباني، لكن الله تعالى فرج تلك المحنة بعطائه السخي باكتشاف النفط في عام 1932 وعندما وقعت الحرب العالمية الثانية 1939 – 1945، ايضاً عانت البحرين نقصاً من الغذاء، وصل فيها ركود اقتصادي، كذلك نضب العيون والينابيع، فكسدت الزراعة ولولا البحر الذي حوّلنا ماءه من مالح إلى حلو، لكان لذلك حديث آخر.ومنذ أربع سنوات تقريباً انخفض سعر برميل النفط من 150 دولارًا إلى الخمسين دولارا، هذا الانخفاض المفاجئ له اسباب كثيرة، لكنه اصاب العالم والبحرين بهزة اقتصادية سلبية، اثرت على ميزانية الدولة بشكل كبير، وتأثر اقتصادها، وحاولت القيادة الرشيدة معالجة هذا الهبوط في سعر البترول بوسائل مدروسة بحيث تحافظ على مكتسبات المواطنين، والمضي في اكمال المشاريع الطموحة للشعب دون توقف أو تأخير.وأهم خطوة هي فتح الابواب للاموال الوطنية والعربية والاجنبية بالاستثمار في المملكة وفق قوانين محكمة تفيد وتستفيد، ونهضت البلاد من كبوتها بعزيمة وقوة «لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ» فلله الحمد والشكر، فهذا الاكتشاف الجديد لحقل النفط الذي من الله تعالى علينا به، هو هبة من هبات المولى عز وجل على البلاد وأهلها، الذين صبروا وشكروا الانعم الكثيرة على مر الدهور والعصور، وانقاذاً لنا ولاقتصادنا من أزمة هبوط سعر البترول الشديد.إن هذه الهبة ستمكننا من مضاعفة انتاجنا من النفط ولابد هنا من مخاطبة منظمة الاوبك على مضاعفة حصتنا بما يعني دعم ميزانية المملكة، ومواصلة سعيها الحثيث لانجاز المشاريع الحيوية المستدامة ذات الدخل الوفير، التي تصب في صالح الوطن والمواطن، وفتح مجال كبير لوظائف أكثر لمخرجات التعليم. كل هذا سيتحقق بمشيئة الله تعالى ومساعي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء والموقر، ومساندة صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين حفظهم الله تعالى، وبتضامن أبناء الشعب معهم، لنصل إلى اليوم الجميل الذي وعدنا به مليكنا المفدى، اللهم أحفظ البحرين من كل حاقد وحاسد ومعتدٍ أثيم.] يوسف محمد بوزيد
مشاركة :