قال تعالى في سورة الأنفال (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) الشاعر الفارسي سعدي الشيرازي له عبارة تقول ( النمل اذا اجتمع انتصر على السبع ) فقد أثار خروج الدول العربية المشاركة في بطولة كأس العالم المقامة في روسيا حاليا استياء من العرب المتابعين للمباريات وتخص بالذكر منهم الفنان المبدع حسن البلام الذي لم يكتف بالبكاء على اللبن المسكوب ولكنه كان له اقتراح وجيه وجميل يستحق الاهتمام. اقتراح الفنان المبدع الجميل هو أن يكون هناك فريق واحد يمثل دول الخليج يتكون من أفضل اللاعبين في دول مجلس التعاون للمشاركة في كأس العالم وهناك إمكانية كبيرة أن تكون نتائج المنتخب الخليجي مشجعة للغاية. طبعا قبل مناقشة هذا الاقتراح الوجيه ينبغي أولا مناقشة إمكانية أن يكون هناك اتحاد خليجي حتى يمكن أن نشارك في منتخب يمثل هذا الاتحاد وقد كان هذا الاقتراح علي وشك التحقق قبل رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله وطيب ثراه حيث كان يدفع بهذا الاتجاه وقرر أن يعلن ولادة الاتحاد الخليجي ولكن للاسف هناك ثلاث دول غير موافقة على هذا الاتحاد وكل دولة لها ظروفها فمثلا سلطنة عمان اعلنتها صريحة أنها ترفض الاتحاد وتريد أن يستمر مجلس التعاون كما هو وهناك دولة الكويت التي لديها مجلس أمة يرفض الاتحاد لانه لا يتفق مع مواد الدستور الكويتي وأخيرا دولة قطر فهي لها سياسة مستقلة لا تتفق مع سياسة باقي دول مجلس التعاون وخاصة المملكة العربية السعودية ولعل الأزمة الخليجية هي من تداعيات الخلاف القطري السعودي إن صح التعبير . نعتقد أنه كان بالامكان إعلان الاتحاد الخليجي بين ثلاث دول لها سياسة خارجية تكاد تكون متطابقة وهناك تقارب كبير بينها وهي المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الامارات العربية المتحدة. فكرة اعلان الاتحاد بين الثلاث دول لازالت قائمة وتبقي الدول الآخري على قائمة الانتظار لأنها قد تقتنع مستقبلا بفكرة الاتحاد الخليجي وتتغير المواقف لأن دوام الحال من المحال وايضا هناك اليمن على طريق التحرير وبالإمكان ضمها الاتحاد الخليجي الذي يمكن اعلانه في أي وقت . أيضا كما ذكر الفنان المبدع حسن البلام أن الاتحاد الخليجي لن يؤثر فقط في المجال الرياضي ولكن في مجال الفن كالمسرح والغناء والفنون التشكيلية وطبعا في المجال السياسي والعسكري وصولا إلى إنشاء سوق خليجية مشتركة والتنقل بحرية بين دول الخليج عبر قطارات تربط بين دول الخليج بسكك حديدية وهناك مجالات كثيرة سوف تتأثر وتتطور إلى الأحسن والافضل. هناك مخاطر كثيرة تحيط بدول الخليج ولعل أشدها خطورة هو الخطر الايراني الذي يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في دول الخليج حتى يتمكن من تغيير أنظمة الحكم فيها لأن هذه النظام القمعي لديه أجندة واطماع توسعية لإحياء الامبراطورية الفارسية. أيضا هناك الخطر الصهيوني الذي يخطط إلى إنشاء دولة إسرائيل الكبري التي تمتد من النيل إلى الفرات وهي قطعا لاتشمل دول الخليج ولكن دول الخليج لن تسلم من الخطر الصهيوني الذي يطمع في الثروة النفطية التي تتميز بها تلك الدول. لاشك أن الاتحاد الخليجي هو حلم كان قريبا جدا ولكنه بدأ يبتعد رويدا رويدا خاصة بعد الأزمة الخليجية التي لو طالت سوف يكون لها تداعيات خطيرة على أمن واستقرار دول الخليج وهنا سوف يصبح الاتحاد مستحيلا وحلما بعيد المنال . هناك اذناب للنظام الايراني ينفذون الأجندة الإيرانية بسب وشتم المملكة العربية السعودية لأنها الرأس وكما يقول المثل ( الرأس كثير الأذى) ولأنها تقود العالم العربي والاسلامي وهذه الاذناب تسعى إلى ادق آسفين بين الدول الخليجية ولاشك أن لها بصمات واضحة في الأزمة الخليجية بدليل استعادة دولة قطر بالحرس الثوري الايراني. نامل أن يتحقق حلم الاتحاد الخليجي وتكون الأزمة الخليجية هي مجرد سحابة صيف تنزاح بعد نجاح الوساطة الكويتية والجهود البارزة لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله حكيم العرب الذي يسعى دائما للتوسط في الخلافات العربية ولاشك أن الأولوية تكون للخلافات الخليجية فهناك رغبة شعبية خليجية لقيام هذا الاتحاد الخليجي والباقي هو اتفاق وتفاهم القادة الخليجيين فالمثل يقول (ربع تعاونوا ماذلوا) .بودستور
مشاركة :