ندد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ب"عودة التيارات القومية"، مهاجما بشدة "من يقترحون إغلاق الحدود ويتنكرون حتى لمبدأ اللجوء"، مع الإشارة إلى استحالة "استقبال الجميع". وفي خطاب شديد اللهجة قبل أيام من موعد انعقاد قمة أوروبية حاسمة لتحديد طريقة التعامل مع مشكلة المهاجرين واللاجئين، شن ماكرون أيضا هجوما على "الذين يعطون الدروس ويطلبون مني استقبال الجميع" من دون التطلع إلى "الانشقاقات داخل المجتمع الفرنسي". ودافع عن الخط الوسطي الذي ينتهجه بشأن الهجرة "والذي لا نخجل منه" (في إشارة إلى دعوته إلى إدماج الذين يحصلون على حق اللجوء، وطرد الآخرين)، معتبرا أن ما يدعو إليه هو "الطريق الذي يبدو دائما أكثر صعوبة من غيره، لكنه أكثر مسؤولية من الذي يستغل عامل الخوف". وأضاف، في كلمته التي ألقاها خلال زيارة له إلى منطقة بريتاني (غرب) المعروفة بتمسكها بالتجربة الأوروبية الاتحادية "أطلب منكم عدم التخلي عن حبكم لأوروبا في هذه الأوقات الصعبة التي نعيشها". تأتي تصريحات الرئيس الفرنسي وكأنها استعداد للانتخابات الأوروبية المقررة عام 2019. وتابع ماكرون، في إشارة إلى أوروبا "أقول لكم بكل جدية: كثيرون يكرهونها لكنهم يفعلون ذلك منذ زمن طويل، وترونهم اليوم وهم يزدادون تقريبا في كل أنحاء أوروبا، وفي دول كنا نعتقد أن عودة ظهورهم فيها مستحيلة. كما أن هناك جيرانا أصدقاء يقولون أسوأ الأمور ونعتاد على ذلك". وأضاف الرئيس الفرنسي "أقولها لكل الذين يعطون الدروس ويطلبون مني استقبال الجميع: انظروا إلى المجتمع الفرنسي والانشقاقات التي تصيبه! لكن انظروا أيضا إلى ما نفعله، ونحن لا نخجل من ذلك". وختم قائلا "أريد أن يبقى الانسجام الوطني ملازما لفرنسا، وأن تجد طبقاتنا الوسطى مكانها! وفي الوقت نفسه، أن نكون على مستوى تقاليدنا في مجال الاستقبال وخصوصا اللجوء، وهذا لا يعني استقبال الجميع وبأي طريقة كانت".
مشاركة :