اعتبر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الإثنين، أن “الحدود الحقيقية” في أوروبا هي التي تفصل بين “التقدميين” و”القوميين”، وأن المواجهة بينهم ستكون “في صلب” الانتخابات الأوروبية في 2019. وقال ماكرون، أمام البرلمانيين في قصر فراسي قرب باريس، “الحدود الحقيقية التي تشق أوروبا هي التي تفصل اليوم بين التقدميين والقوميين، سيكون الأمر صعبا، لكن المعركة بدأت وستكون في صلب رهانات الانتخابات الأوروبية في 2019”. وأضاف “ستكون في صلب رهانات الانتخابات الأوروبية في 2019، التي تعد أيضا منعطفات”، داعيا إلى إعادة إحياء المشروع الأوروبي نحو “أوروبا أكثر سيادة ووحدة وديمقراطية”. وتابع “كما هو الحال في كل تهديد ينبثق عن فرصة كبرى سنؤسس من خلال هذه الأزمة مفاتيح القوة الأوروبية والاستقلال الأوروبي والضمير الأوروبي المستقبلي، وذلك بعد 70 عاما من السلام غالبا ما قادتنا إلى فقدان حتى معنى أوروبا”. وحول “المشروع الفرنسي” لإصلاح أوروبا، الذي يصطدم بإضعاف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وتصاعد الشعبويين، بما في ذلك في الدول المؤسسة للاتحاد كأيطاليا، رأى ماكرون، أنه “أتاح تقدما حقيقيا اعتقد كثيرون أنه مستحيل”. وذكر الاتفاق الفرنسي-الألماني المبرم في يونيو/حزيران، الذي “سمح بإرساء قواعد موازنة منطقة اليورو” وتطبيق “سياسة دفاعية كان تم التخلي عن فكرتها منذ 70 سنة”، خصوصا مع إطلاق الاتحاد الأوروبي بين ثماني دول بـ”مبادرة تدخل أوروبية” تفضي إلى قوة مشتركة. وقال “لكن على هذا التقدم الحقيقي ألا ينسينا الشكوك، أوروبا لا تزال بطئية جدا وبيروقراطية ومنقسمة لمواجهة فجائية التقلبات السياسية والأمنية والتكنولوجية وتلك المتعلقة بالهجرة”. وتابع “لا يمكن رفع التحديات التجارية أو المناخية أو الدفاعية أو الاقتصادية أو المالية في عزلة وحتى تحدي الهجرة، في هذه المجالات لا يمكن للحل أن يكون إلا في التعاون الأوروبي”. وأضاف “أي سياسة قومية قصيرة الأجل لن تحل موضوع الهجرة”، وهو ملف “لا يمكن معالجته عبر العاطفة التي تؤدي إلى الفوضى ولا بالحزم والانغلاق القومي”.
مشاركة :