مع تخفيف إيران معارضتها لزيادة إنتاج النفط وتحذير السعودية من نقص المعروض وموجات صعود أسعار إذا ظل الإنتاج كما هو، اقتربت منظمة أوبك أمس من زيادة الإنتاج، ليتبقى الخلاف على حجم الزيادة والكميات. وقالت مصادر من المنظمة لـ«رويترز» إن هناك إجماعاً يتشكل بين المنظمة وحلفائها على زيادة الإنتاج بنحو مليون برميل يومياً، مضيفة أن إيران قد توافق تحت شروط معينة. في السياق، تجتمع المنظمة اليوم لبتّ سياسة الإنتاج وسط دعوات من كبار المستهلكين، مثل الولايات المتحدة والصين والهند، لتهدئة الأسعار ودعم الاقتصاد العالمي عن طريق إنتاج مزيد من الخام. ومن خارج «أوبك»، تقترح روسيا زيادة الإنتاج 1.5 مليون برميل يومياً، في حين يرى وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أن العالم بحاجة إلى ما لا يقل عن مليون برميل يومياً إضافية لتفادي حدوث نقص خلال النصف الثاني من هذا العام، بينما قالت الإكوادور إن المنظمة وحلفاءها قد يتفقون على حل وسط بزيادة الإنتاج حوالي 0.5 إلى 0.6 مليون برميل يومياً. وتشارك «أوبك» وحلفاؤها في اتفاق لخفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يومياً منذ العام الماضي، وهي خطوة ساعدت في إعادة التوازن إلى السوق في الـ18 شهراً الأخيرة، ورفعت سعر النفط إلى حوالي 73 دولاراً للبرميل مقارنة بـ27 دولاراً في 2016، لكن تعطيلات غير متوقعة في فنزويلا وليبيا وأنغولا أوصلت عملياً تخفيضات المعروض إلى حوالي 2.8 مليون برميل يومياً في الأشهر الأخيرة، مع توقعات بتراجع إنتاج إيران في النصف الثاني من العام الحالي بسبب عقوبات أميركية جديدة. وتعتبر إيران، ثالث أكبر منتج في «أوبك»، العقبة الرئيسية حتى الآن أمام إبرام صفقة جديدة لزيادة الإنتاج، حيث استبعدت الثلاثاء الماضي توصل «أوبك» إلى اتفاق، مبينة أن على المنظمة رفض ضغوط الرئيس الأميركي دونالد ترامب لضخ مزيد من النفط. غير أن وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه قال إن على أعضاء «أوبك»، الذين غالوا في التخفيضات خلال الأشهر الأخيرة، أن يلتزموا بحصص الإنتاج المتفق عليها، مما يعني عملياً زيادة متواضعة من منتجين مثل السعودية التي خفضت طوعاً بأكثر من المخطط له.
مشاركة :