عواصم ـ وكالات: أعرب وزراء طاقة منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) عن تفاؤلهم أمس بالاقتراب من تسوية حول إنتاج النفط. ومن المقرر أن تعقد الدول الأعضاء وغير الأعضاء في أوبك اجتماعاً مهماً اليوم وغداً لاتخاذ القرار حول مصير الاتفاق الذي أبرم قبل 18 شهراً لخفض إنتاج النفط وأدى إلى ارتفاع سعر الخام إلى 70 دولاراً للبرميل. وتسعى أوبك وروسيا، الدولة غير العضو في أوبك، حالياً إلى زيادة الإنتاج، إلا أن إيران التي تواجه تأثيرات تجدد العقوبات الأمريكية على صادراتها من النفط، تريد من الدول الأعضاء وغير الأعضاء الالتزام بخفض إنتاج النفط بمقدار 1,8 مليون برميل يومياً. وقال مسؤول في ندوة لأوبك في فيينا إن إنتاج مليون برميل إضافي في اليوم «يبدو هدفاً جيداً». إلا أن إيران تعارض بشدة إلغاء الاتفاق لخفض الإنتاج بسبب العقوبات الأمريكية الجديدة على قطاعها النفطي بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي. كما تعارض دول عدة من المنظمة من بينها فنزويلا والعراق إجراء تعديلات كبيرة على اتفاق خفض الإنتاج نظراً لعجزها عن زيادة إنتاجها بشكل فوري. ومع اقتراب موعد الاجتماع الوزاري، يبدو أن الدول باتت قريبة من تسوية تحفظ ماء الوجه. وصرح وزير النفط العراقي جبار اللعيبي أمام صحفيين «نأمل بالتوصل إلى اتفاق»، مضيفاً «العراق يحاول جاهداً التقريب بين المعسكرين». وقال مراقبون إن الدول المشاركة يمكن أن تقرر ببساطة الاتفاق على الامتناع عن تجاوز حصصها في التخفيض والالتزام بالهدف المتفق عليه بخفض الإنتاج بـ1,8 مليون برميل في اليوم وتحجب الدول الـ24 الموقعة على الاتفاق ضمن ما يعرف بـ»أوبك» عن السوق أكثر من مليوني برميل يومياً. وغالبية التقصير مرده إلى فنزويلا، حيث انهار الإنتاج النفطي نتيجة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد. كما تراجع الإنتاج إلى حد كبير في ليبيا حيث ألحقت المعارك بين مجموعات مسلحة أضراراً بمنشآت نفطية أساسية. وقالت مصادر بأوبك إن وزراء النفط ناقشوا أمس زيادة الإمدادات مليون برميل يومياً كمقترح رئيسي لاجتماعات أوبك اليوم وغداً مع حلفائها غير الأعضاء. وقالت ثلاثة مصادر بالمنظمة إنه في حالة الموافقة على المقترح فإن جميع أعضاء أوبك والمنتجين غير الأعضاء المشاركين قد يزيدون الإمدادات بشكل تناسبي. وأضافت المصادر أن إيران لم توافق بعد على المقترح. وستحضر إيران اجتماع لجنة وزارية رغم أنها لا تشارك عادة في أعمالها. فيما تراجعت أسعار النفط أمس حيث بدا أن مصدري الخام في أوبك يقتربون من إبرام اتفاق على زيادة الإنتاج. وانخفض خام القياس العالمي برنت 1.76 دولار للبرميل، بما يزيد على اثنين بالمئة، إلى 72.98 دولار ثم تعافى قليلاً إلى 73.34 دولار بانخفاض 1.40 دولار أمس. ونزل الخام الأمريكي الخفيف دولاراً واحداً إلى 64.71 دولار. كان برنت بلغ أعلى مستوياته في ثلاثة أعوام ونصف عندما تجاوز الثمانين دولاراً للبرميل الشهر الماضي لكنه تراجع باطراد في الأشهر الأخيرة.
مشاركة :