قليلاً من الاحترام يرحمكم الله

  • 12/8/2014
  • 00:00
  • 32
  • 0
  • 0
news-picture

مدير أو مسئول يتبجح بإنجازات الأعمى يرى أنها غير موجودة إلا في خياله أو على ألسنة حاشيته التي تدور في فلك أعطياته! محاضرات وندوات ودورات يعلن عنها وتقدم في مؤسسات يرجى منها الكثير ومع ذلك فعنوانها الارتجال والسطحية وعبارة (أنا آسف لم أعط الموضوع حقه)! كتبٌ تملأ أرفف المكتبات ويعلن مؤلفوها عن أوقات توقيعهم عليها وقد يزدحم عليهم من يعرفهم أو يتأثر بهالتهم التلفزيونية أو التويترية، ومع ذلك لا يقدمون فيها ما يحفظ تاريخهم ويحترم عقول من وثقوا بهم، فما هي إلا خواطر شخصية ساذجة أو قص ولصق من أفكار القدامى أو حتى المعاصرين! دراما تملأ شاشاتنا وما هي إلا عبارة عن نصوص ضعيفة هشة وممثلين أو رجال آليين أقرب إلى التهريج منهم إلى الإبداع والتميّز! (عدم التفكير بالآخر) مرض يستشري وينتشر عندنا، حتى في الإفساد، أصبح المفسد فينا لا يتعب كثيراً في إفساده فكل شيء من الممكن أن يمر علينا بل ويجد من يطبل له! قارن تصريحات العديد من الادارات والمؤسسات الغربية، وطريقة إعدادها، بتصريحات البعض لدينا من الذين يصرحون وهم قائمون وقاعدون وعلى جنب! وقارن الكتاب الغربي كم شخصاً يعمل في إعداده؟ ومدى اهتمام المؤلف به؟ وكم مصححا ومراجعا؟ بالكتاب العربي الذي أقصى طموح مؤلفه أن يفرضه على طلابه في الجامعة أو يضعه في كيس بلاستيكي ثم يتفاخر بأنه غطى تكاليفه من أول طبعة!! ومع كل هذا العبث، لا محاسبة ولا نقد مجتمعي حقيقي، بل إن المجتمع يمارس صمتا ذاتياً عجيباً- بسهولة الانقياد القائمة على العصبية والمجاملة الزائدة، بل والأدهى من ذلك تفنن في الهجوم وتصيّد أخطاء وفرح بزلة الناجحين! قيل لأمير المؤمنين الخطيب البليغ عبدالملك بن مروان رحمه الله: أسرع إليك الشيب يا أمير المؤمنين! فقال: كيف لا، وأنا أعرض عقلي في كل جمعة على الناس! ماذا ستكون حال عبدالملك بن مروان لو كان في وقتنا هذا؟!

مشاركة :