موسكو – تعاني منتخبات القارة الأفريقية من نتائج سيئة، خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا بروسيا، خاصة بعد التأكّد من أن المنتخبين العربيين المغرب ومصر، من أصل خمسة منتخبات أفريقية كانا أول الراحلين عن المونديال. وعلى شاكلة الجولة الافتتاحية التي تلقى فيها المنتخب المغربي الهزيمة في مباراته الافتتاحية أمام المنتخب الإيراني 0-1، أهدر اسود الأطلس العديد من الفرص أمام المنتخب البرتغالي، بطل أوروبا، وخسر 0-1 بهدف مبكر سجله كريستيانو رونالدو من ضربة رأسية الأربعاء، ليتأكد عدم تأهل المنتخب المغربي لدور الستة عشر. كما تأكد مصير المنتخب المصري بعد خسارته مباراته الثانية في المجموعة الأولى أمام المنتخب الروسي 1 – 3، وذلك بعدما تغلب منتخب الأوروغواي على نظيره السعودي بهدف نظيف ليقتلع فريق كافاني وسواريز التأهل لدور الستة عشر مع منتخب البلد المضيف. وأكد هيرفي رينار مدرب المنتخب المغربي أن فريقه قدّم نفسه بشكل جيّد رغم إهدار فرص التسجيل الضائعة. وقال رينار “لست حزينا بسبب المستوى، إني فخور للغاية بلاعبي الفريق، لدينا لاعبون يمتلكون جودة عالية ولكن يجب أن يكونوا أكثر فعالية”. وأثنى رينار أيضا على المشجعين المتحمسين، وقال إن بعضهم سافر إلى روسيا وإن المنتخب شعر وكأنه يلعب في الدار البيضاء المغربية. من جهته، قال مهدي بن عطية قائد المنتخب المغربي، الذي أهدر فرصة التسجيل الأخيرة في الوقت بدل الضائع للمباراة، إنه لا يجب أن ننسى أن “المنتخب البرتغالي هو بطل أوروبا وأننا نملك فريقا صغيرا". تملك أفريقيا مواهب، لكن أفضل ظهور لها في المونديال هو الوصول إلى دور الثمانية بفضل منتخبات الكاميرون والسنغال وغانا ويعود المنتخب المغربي إلى المشاركة في المونديال للمرة الأولى منذ عشرين عاما. وبإهداره العديد من الفرص الثمينة أبرز المنتخب المغربي مشاكل قارة أفريقيا التي لم يصعد منها حتى الآن أي فريق إلى الدور قبل النهائي. وتملك قارة أفريقيا العديد من المواهب ولكن أفضل ظهور لها في المونديال هو الوصول إلى دور الثمانية بفضل منتخبات الكاميرون في 1990 والسنغال في 2002 وغانا في 2010، وقد أهدر المنتخب الغاني ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي أمام الأوروغواي قبل أن يخسر المباراة بركلات الترجيح. وتلقت المنتخبات الخمسة الأفريقية في المونديال الروسي خمس هزائم وفوزا وحيدا كان من نصيب المنتخب السنغالي الذي تغلب على بولندا 2-1. وستكون هناك ضغوط كبيرة على منتخبي نيجيريا وتونس في مباراتيهما بالجولة الثانية من المونديال إذا أرادا أن يبتعدا عن مصير المغرب ومصر. ويلتقي المنتخب النيجيري مع نظيره الأيسلندي الجمعة، في حين يلعب المنتخب التونسي مع نظيره البلجيكي بعد غد السبت. ويبقى وضع المنتخب السنغالي أفضل من نظيريه التونسي والنيجيري، وكان أليو سيسيه مدرب المنتخب السنغالي، والذي قاد منتخب بلاده في مونديال 2002 إلى الفوز على المنتخب الفرنسي حامل اللقب وقتها في المباراة الافتتاحية، قد صرح قائلا “وقت أفريقيا سيأتي”. وأضاف “منذ ما يقرب عن خمسة وعشرين عاما كانت البلدان الأفريقية تأتي لتكون جزءا من كأس العالم، وأعتقد أن الأمور تطورت الآن حيث أثبتت منتخبات السنغال والكاميرون ونيجيريا أن أفريقيا قادرة على فعل المزيد. يجب فقط أن نصل إلى المرحلة الثانية”. وقال سيسيه إن فوز منتخب أفريقي بكأس العالم قد يحتاج المزيد من الوقت بسبب “الحقائق” التي لم تختبرها القارات الأخرى، ولكنه بالإضافة إلى آخرين يمثلون جيلا جديدا من المدربين التكتيكيين فإنه لدينا من يمكنهم قيادة الفرق إلى آفاق جديدة. ورغم وجود نجوم عالمية مثل المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني، اللذين قدما موسما أكثر من رائع مع فريق ليفربول وصيف دوري أبطال أوروبا، فإن النجاح لمنتخبات أفريقيا بقي رهين إثبات أسود اليترانغا للمستوى الذي ظهروا به في الجولة الأولى أمام بولندا. وقال سيسيه “نحن السنغال، ونمثل بلادنا، ولكن يمكنني أن أؤكد أن كل قارة أفريقيا تدعم المنتخب السنغالي الوطني لكرة القدم. إني أتلقى اتصالات هاتفية من كل مكان. الناس يؤمنون بفريقنا، فهم فخورون بنا، ونحن أيضا نمثل أفريقيا”. وكان المنتخب السنغالي قد حفظ ماء وجه منتخبات القارة الأفريقية في كأس العالم بتغلبه على بولندا 2-1 الثلاثاء في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثامنة، مسجلا الفوز الأول للممثلين الخمسة للقارة السمراء في مونديال روسيا 2018. جيريس: لم تصل المنتخبات الأفريقية إلى مستوى التطلعات التي كانت مأمولة منها مقارنة مع دول اعتادت على التواجد في كأس العالم، ولكن لم تنته الأمور بعد وعلى رغم هذا الفوز، تبقى حصة ممثلي القارة مخيبة للغاية في المونديال الحالي، إذ تلقت المنتخبات ست هزائم في ست مباريات حتى الآن. وبعد نهاية الجولة الأولى، تلقت المنتخبات الأفريقية الخمسة (مصر والمغرب وتونس والسنغال ونيجيريا) 6 هزائم مقابل انتصار واحد. وكان منتخبا الفراعنة وأسود الأطلس الأسوأ حظا بين الخمسة، إذ خسرا في الجولتين الأولى والثانية. وستلتقي تونس التي خسرت في الوقت بدل الضائع أمام إنكلترا (1-2) بهدف لهاري كاين السبت المقبل، بالمنتخب البلجيكي الذي أمطر بدوره في الجولة الأولى مرمى منتخب بنما بثلاثية مقابل لا شيء. وقال جيريس الذي قاد مالي إلى المركز الثالث في كأس الأمم الأفريقية 2012 “المباريات تحسم بالتفاصيل الصغيرة، والمنتخب التونسي عانى كثيرا من الضغط الإنكليزي”. استقبلت شباك تونس هدفين إثر ركلتين ركنيتين، وهي “العلة” الأفريقية في النسخة الحالية من كأس العالم. وتابع “لم تصل المنتخبات الأفريقية إلى مستوى التطلعات التي كانت مأمولة منها مقارنة مع دول اعتادت على التواجد في كأس العالم، ولكن لم تنته الأمور بعد”. وأوضح جيريس أن المنتخبات الأفريقية تعاني لتخطي الدور الأول “هذا هو مستواها. أفريقيا تتطور، تتقدم، تنظيمها يتقدم أيضا، على سبيل المثال لم نلاحظ أي مشاكل تنظيمية كما حدث مع منتخب أو آخر في السابق”. من جهته، يلتقي المنتخب النيجيري المنتخب الأيسلندي بتشكيلته الشابة، وتضم الحارس فرانسيس أوزوهو البالغ من العمر 19 عاما، الذي كان مجهولا تقريبا مقارنة بلاعبي المنتخب الذي خسر أمام فرنسا في دور الـ16 في مونديال البرازيل 2014. وقال مدرب المنتخب النيجيري الألماني غرنوت روهر “في بعض الأحيان كنا ساذجين قليلا في الركلات الثابتة لكننا سنعمل على تحسين ذلك”. ويعتقد روهر أن منتخب نيجيريا لا يزال قادرا على التأهل عن المجموعة التي تقام أولى مباراتي جولتها الثانية الخميس بين الأرجنتين وكرواتيا. وقال “نتأخر عن أيسلندا بنقطة واحدة والأمور بأيدينا، لذلك سنكون إيجابيين. لندع اللاعبين يتعلمون من الخسارة (أمام كرواتيا) ونحاول تحقيق الأفضل”.
مشاركة :