محمد إبراهيم أول أمس، انطلقت امتحانات نهاية العام الدراسي الجاري، وكانت الفيزياء من نصيب طلبة الثاني عشر المسار «المتقدم»، والرياضيات لطلبة «العام»، وقد اعتدنا سنوياً على شكاوى الطلبة حول هاتين المادتين بالتحديد، نظراً لحساسيتهما، وحاجتهما لدرجة تركيز عالية تختلف من طالب لآخر. ولكن الغريب الذي أثار انتباه الجميع في الميدان التربوي، خلال امتحان المادتين، لم يكن في صعوبة الأسئلة، أو طولها، أو عدم مراعاتها للفروق الفردية للطلبة، بل الأمر فاق التوقعات، نظراً لوجود أسئلة امتحانية «بلا إجابات»، لماذا؟ وكيف حدث ذلك؟ وما الفائدة منها؟ وكيف مرت تلك الأخطاء على اللجان وفرق المراجعة؟ جميعها أسئلة تبحث عن جواب؟. العتاب هنا يقع على عاتق واضعي الأسئلة، الذين تركوا المناهج والدروس المعتمدة، وذهبوا يضعون أسئلة من خارج المناهج، ولا يوجد لها إجابات، ومع الأسف لم يحدث ذلك في سؤال واحد فقط، لنقول إنه خطأ عفوي، ولكن كان هناك جملة أسئلة بلغت ثمانية في مادة الفيزياء.أعتقد أن الامتحانات ليست عملية تعجيزية، ولا تحدياً بين واضعي الأسئلة والطالب، بل المنظور الإيجابي لمفهوم الامتحان يؤكد أنها عملية قياسية دقيقة، تُعين القائمين على التعليم وصناع القرار، على معرفة المستويات العلمية للطلبة، لدعم مواطن القوة، ومعالجة نقاط الضعف، فتجاهل مناهج الطلبة ودروسهم المعتمدة خطأ غير مبرر، والاستعانة بأسئلة امتحانية بلا إجابات، خطأ يجعلنا نسأل «لماذا نغرد خارج السرب؟»!.في الواقع نحن لا نؤيد الآراء التي تُحمّل وزير التربية والتعليم، كل خطأ كبيراً كان أم صغيراً، يحدث في العملية التعليمية سواء في المناهج أو الامتحانات أو الخطط الدراسية، إذ إن المنظومة لا تستند في عملها إلى شخص واحد بعينه، بل هناك قطاعات وإدارات مركزية، وفرق عمل داخلية وفي الميدان، والجميع لديه مهامه التي يعي ماهيتها جيداً.ولكن نؤمن أن هناك «مخطئاً»، ومقصراً في أداء واجباته، ونؤيد محاسبته بكل شفافية بعيداً عن الخواطر والمجاملات كل في نطاق مهامه، ونؤكد أهمية تحري الدقة والمصداقية، في ما يقوم به مسؤولون وكوادر مختلفة بقطاعاتهم وإداراتهم، حتى نطمئن من تطابق «القول والفعل»، وإنه ليس هناك خلل أو ما يعكر صفو الميدان. نحن في حاجة ماسة إلى فريق عمل رقابي مستقل، لمراجعة أسئلة الامتحان، قبل وصولها إلى الطلبة، حتى لو كلفنا الأمر استحداث إدارة جديدة للاعتماد، لمواءمة الأسئلة مع المناهج، وقياس ملاءمتها مع الطلبة في مختلف مراحل التعليم. Moh.ibrahim71@yahoo.com
مشاركة :