أولاً لا بد من التهنئة بتحرير الموصل من أيدي الدواعش الأشرار الفجار، وذلك أمر مفروغ منه لا يختلف عليه عاقلان أبداً. لكن الحالة الإنسانية تستوجب شيئاً من التعليق والتوضيح، إذ رأيت قبل أيام قليلة مقطعاً تصويرياً نشرته إحدى الفضائيات الغربية عن الموصل وحرب الموصل، ونتائج حرب الموصل، وما أدراك ما الموصل؟! هذه المدينة الثانية في العراق بعد بغداد، والتي كانت سنية خالصة إلى حد بعيد!هذه المدينة التي لم يُعرف حتى الساعة كيف سقطت بأيدي داعش قبل 3 سنوات في عهد نوري المالكي؟ سقطت بدون قطرة دم! وسقط معها جيشها الذي كان قوامه عشرة آلاف جندي مع آلياتهم وعرباتهم ومدرعاتهم التي تركوها للدواعش، ومعها عشرات أو مئات السيارات من طراز تويوتا لاند كروزر وشقيقاتها!اليوم يتساءل الناس عن هؤلاء الدواعش الذين دُحروا من الموصل بعد تدميرها تماماً وتشريد أهلها وإسقاط مآذن مساجدها ومحو مستشفياتها! تقول المراسلة الغربية إن الموصل اليوم تذكرها بمشاهد المدن المدمرة بعد الحرب العالمية الثانية، بل وأكثر! لم يرَ الناس على الشاشات ولا المراسلون من خلف الكاميرات أي دواعش مسحولين أو مأسورين أو هاربين! هل هم بشر مثلنا، أم هم جن يختلفون عنا؟.أعود إلى المقطع الذي تدمع لها العين ويتفطر له القلب حيث مجموعة من عشرات السكان السنّة المدنيين، وهم يسيرون عراة إلا من ساتر عوراتهم المغلظة، حتى أولادهم الصغار (بحجة منعهم من إخفاء أي أسلحة تحت ثيابهم) وخلفهم نساء وأطفال يمشون فوق أرتال الركام الخرساني المتناثر، حفاة لا طعام يتناولونه، ولا ماء يشربونه في عز ظهيرة شديدة الحرارة، وحر العراق لو تعلمون شديد. إنه مشهد يصور بالغ الإذلال ومنتهى القهر لهؤلاء الأبرياءاليوم خلت الموصل من أهل السنة، وستعود قريباً مدينة تُبنى بكل همة، لكن لغير سكانها الأصليين من السُّنة، بل للشيعة الذين أسهموا في تدميرها ليخرجوا منها أهلها الذين حُبكت ضدهم مؤامرة رعتها الصفوية الفارسية ونفذّها نوري المالكي سوّد الله وجهه.دولة فارس: ابشري بالانحسار والانكسار والذل والصغار!!.
مشاركة :