الدور القمعي للسلطة القضائية في نظام ولاية الفقيه الإيراني

  • 6/22/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

مضى 39 عاما منذ اغتصاب الخميني سيادة الشعب الإيراني وإقامة نظام ديني مستبد يسمى «الجمهورية الإسلامية»، وفي كل عام، كان يتم تشديد دوائر القمع والانتهاكات المنتظمة للحقوق أكثر فأكثر. الخميني منذ بداية قدومه إلى السلطة هيمن على السلطة القضائية واعتبرها جزءا من ملكه الخاص المطلق وسيطر عليها بشكل كامل. وسلّمت أعلى المناصب القضائية، بما في ذلك رئاسة المحكمة العليا للبلاد والمدعي العام، إلى الملالي. وعين رجل الدين السيئ السمعة محمد بهشتي رئيسًا للمحكمة العليا ورجل الدين موسوي اردبيلي مدعيا عاما لكل البلاد. في التسلسل الهرمي للسلطة القضائية الجديدة، تم تشكيل «المجلس الأعلى للقضاء» المؤلف من خمسة أشخاص، وكان العضوان المذكوران أعلاه العضوين الرئيسيين وصانعي القرار الرئيسيين في هذا المجلس. النظام القضائي على النمط الخميني، في الواقع، كان وسيلة لتوسيع قاعدة الحنق والاختناق في حكم الملالي. بعد الثورة المضادة للنظام الملكي (الشاه)، توقع الناس أن تنتشر ظلال العدالة والعدل في البلاد. لكن هذا لم يحدث قط، بل على العكس أصبح جهاز الخميني القضائي جهازا لقمع وكبت الحريات. خلال هذه السنوات التسع والثلاثين، إذا نظرنا إلى القوانين المعتمدة من قبل هذا النظام وبالتحديد القوانين المتعلقة بالسلطة القضائية وبالأخص قوانينها الجنائية لا يمكننا رؤية سوى الوحشية والقمع المطلق فيها. ومن بينها القوانين المعروفة بالقوانين التعزيرية والقصاص والرمي بالحجارة التي تم اعتمادها وتنفيذها من أجل قمع وانتهاك حقوق الشعب بشكل منهجي. الرمي بالحجارة والتشويه والتمثيل وقطع اليد والرجل واقتلاع العين من حدقتها و... وغيرها من القوانين التي تذكرنا بعصور الهمجية والبربربة. أحد الجوانب الواضحة للانتهاك المنتظم للحقوق في نظام ما يسمى جمهورية إيران الإسلامية هو تقويض استقلال نقابة المحامين. وعلى الرغم من حقيقة أن عدد المحامين المخولين بالتوكيل قد تضاعف عدة مرات بالمقارنة بعام 1979، ولكن في نطاق عمل المحامين وممارستهم قد أصبح الأمر أكثر ضيقا، كما لو أن محامي القضاء هم عبارة عن موظفين أو تابعين لجهاز الملالي القضائي. هناك عناوين طنانة تبدو رائعة مثل نقابة محامي المنطقة أو اتحاد محامي مناطق البلاد، ولكن من ناحية الممارسة العملية لا تتعدى هذه المؤسسات والهيئات أكثر من كونها اسماء. وفي المضمون لا يوجد دفاع عن الموكلين من أجل اقرار العدالة، والمحامون غير قادرون إطلاقا على الدفاع عن موكليهم في أي محكمة أو هيئة قضائية وهم أنفسهم يتم القبض عليهم وسجنهم من قبل القضاء القمعي هذا نفسه. وهذا واضح في هذا القضاء الذي كان القاتل سعيد مرتضوي يشغل منصب المدعي العام فيه، حيث قام بقتل السيدة زهراء كاظمي في سجن إيفين وعدد آخر في مركز التعذيب كهريزك عن طريق الركلات الموجهة من قبله لهم وعمليات التعذيب التي طبقت ضدهم. لا يمكن أن يتوقع المحامون متابعة هذه المهنة كوظيفة تخصصية للمحاماة والدفاع عن الموكلين. وقد تم مؤخرا الكشف عن أعمال فنية أخرى مناهضة للحقوق تحت قيادة خامنئي وبرئاسة الملا الفاسد صادق لاريجاني، وهي حرمان المتهمين السياسيين من اختيار محام لهم. ووفقًا لقانون وتوجيهات رجل الدين صادق لاريجاني، من بين العدد الإجمالي للمحامين في إيران، والذي يزيد عددهم على 60 ألفًا، لا يُسمح سوى لـ20 محاميا منهم بالدفاع في القضايا السياسية والأمنية المزعومة. وهذا يعني أن المتهمين في القضايا السياسية والأمنية لا يمكنهم اختيار أي محام يرغبون فيه للدفاع عنهم. ويستند هذا الحرمان إلى ملاحظات المادة 48 والمادة 302 من قانون أصول المحاكمات الجزائية لنظام الملالي. تنص مذكرة المادة 48 من القانون المذكور على ما يلي: ملاحظة: في حالات الجرائم ضد الأمن الداخلي أو الخارجي وكذلك الجرائم المنظمة التي يعاقب عليها بموجب المادة 302 من هذا القانون، في مرحلة التحقيق الأولي، يتعين على طرفي الدعوى اختيار محاميه أو محاميهم من بين المحامين الرسميين للقضاء الذين يوافق عليهم رئيس السلطة القضائية. يتم إعلان أسماء هؤلاء المحامين المذكورين من قبل رئيس السلطة القضائية. كما تنص المادة 302 من قانون أصول المحاكمات الجزائية على ما يلي: المادة 302: تعاقب على الجرائم التالية في المحكمة الجزائية الأولى: أ: الجرائم التي تستوجب عقوبة سلب الحياة (المقصود الاعدام - م). ب: الجرائم التي تستوجب عقوبة السجن المؤبد. ت: الجرائم التي تستوجب عقوبة قطع العضو أو جرائم متعمدة ضد السلامة الجسدية أو ميزان نصف الدية الكامل أو أكثر من ذلك. ث: الجرائم التي تستوجب العقوبات التعزيرية من الدرجة 3 أو أعلى. ج: الجرائم السياسية والصحفية. بينما تنص المادة 35 من دستور ولاية الفقيه على ما يلي: المادة الخامسة والثلاثون: لكل من طرفي الدعوى الحق في اختيار محام عنه في جميع المحاكم، وإذا تعذر عليه ذلك يلزم توفير إمكانات تعيين من يدافع عنه أمامها. لذا فإن السؤال هنا كيف يمكن لقرار قضائي تنفيذي واحد، نطاقه في المحاكم وبين الادعاء العام كحد أكثر أن ينتهك وينقض دستور البلاد الذي هو القانون الاساسي لكل البلاد وأم جميع القوانين؟؟ الجواب عن هذا السؤال واضح جدًا للشعب الإيراني ولأولئك الذين ضاقوا ذرعا بهذا النظام ويريدون الإطاحة به، وللمحامين الشرفاء الذين يريدون ممارسة العدالة والدفاع الحر عن موكليهم. والحقيقة هي أن نظام ولاية الفقيه لا علاقة له أبدا بمهنة المحاماة والدفاع والعدل. هذا النظام يتعامل بالقمع والتعذيب والسجن مع المحامين الشعبيين وأولئك الذين يملكون فكر الدفاع عن الناس. لا يسمح سوى لـ20 محاميا بالتوكيل في القضايا الأمنية والسياسية في قرار رئيس السلطة القضائية. وهذه الاعداد والأرقام جديرة بالاهتمام والتأمل أنه من بين كل محامي إيران فقط يسمح لـ20 شخصا معتمدين منهم بالتوكيل! والسبب غير المعلن هو أنه في انتفاضة الشعب الإيراني للإطاحة بهذا النظام، التي بدأت في أواخر ديسمبر/ 2017. ازدادت القضايا المسماة السياسية والأمنية بشكل غير مسبوق وتم اعتبارها تهديدا لسلامة النظام بشكل كامل. في أعقاب الاحتجاجات والتظاهرات الحاشدة المناهضة للحكومة، في يناير / 2018. تم اعتقال أكثر من 8000 متظاهر، وقتل 15 منهم على الأقل تحت التعذيب على أيدي عملاء السلطة القضائية تحت قيادة الولي الفقيه وصادق لاريجاني. ومن النقاط الجديرة بالملاحظة أنه في نفس التركيب المكون من العشرين شخصًا المذكورين أعلاه، هناك اسماء أشخاص ليسوا محامين أساسًا. أيضا، تم ادراج اسم شخص آخر كان في السابق قاضيا، بما في ذلك كان إصدار حكم الإعدام الصادر بحق السيدة ريحانة جباري في قضيته. ولذلك، ينبغي الاستنتاج بأن هؤلاء المحامين المزعومين لا ينتمون إلى مهنة المحاماة والدفاع عن القانون، ولكن هم عبارة عن مسؤولين في وزارة الاستخبارات ودوائر التعذيب الرسمية، تم إلباسهم لباس المحاماة لتشويه سمعة هذه المهنة الشريفة والشعبية. لا شك في أنه لا يوجد محام شريف وحر على استعداد للتعاون مع قضاء الولي الفقيه ووزارة المخابرات السيئة السمعة. ولذلك، اعترض عدد كبير من المحامين الإيرانيين على المذكرة الخاصة بالمادة 48 من قانون أصول المحاكمات الجزائية. المحامون الاحرار والشرفاء الإيرانيون يجب ألا يخضعوا ويسلموا للقوانين والمراسيم المعادية للإنسانية في قضاء ولاية الفقيه. يجب أن يحترم المحامون شرفهم المهني ويدافعوا عنه ويكشفوا ويفضحوا الولي الفقيه وصادق لاريجاني. مؤشر القضاء المستقل والحر هو نفس ما ورد في خطة المواد العشر التي صرحت بها السيدة مريم رجوي وتمت الموافقة عليه لعدة سنوات متتالية في التجمع السنوي للإيرانيين والمقاومة الإيرانية. ينص مشروع 10 نقاط لإيران الغد الحرة في فقرتين على: ... 3ـ اننا في إيران الغد المحررة ندافع عن إلغاء حكم الإعدام ونلتزم بذلك. 6ـ إيران الغد ستكون دولة العدالة والقانون. إننا ندعو إلى إقامة نظام قضائي حديث قائم على احترام مبدأ البراءة وحق الدفاع وحق التظلم وحق التمتع بمحاكمة علنية والاستقلال الكامل للقضاء، ولن يكون لقانون شريعة الملالي مكان في إيران الغد. ... في هذا العام، في 30 يونيو، سنرى ترحيب ودفاع الشعب المحب لوطنه والأحرار الإيرانيين لبرامج وخطط المجلس الوطني للمقاومة لإيران الحرة غدا. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. ‭{‬ كاتب إيراني abl.majeed.m@gmail.com

مشاركة :