وجد العديد من الفرنسيين صعوبة في تقبُّل كلام الرئيس إيمانويل ماكرون، عشية عرضه التوجهات التي سيعتمدها لإصلاح نظم التقديمات الاجتماعية، عندما قال إن هذه النظم تُكلّف الدولة «مبالغ خرافية». هذا الاستياء تصاعد بعدما كشفت صحيفة «لوكانار أنشينيه» أن ماكرون وزوجته بريجيت، التي تعمل على إضفاء لمسة من التجديد على القصر الرئاسي، أوصيا مصنعاً فرنسياً بإعداد طاقم من الأطباق وأواني المائدة بقيمة ٥٠٠ ألف يورو. صحيح أن هذا الطاقم سيكون ملكاً للرئاسة الفرنسية، وسيُستخدم في المناسبات الرسمية الكبرى وحفلات العشاء التي تقام على شرف رؤساء الدول وكبار المسؤولين الأجانب، إلا أن ارتفاع تكلفته شكّل غصة في نفوس الكثيرين، لكنه أوحى لزوجين متقاعدين، هما جاكي وكورين لييفر، بمبادرة طريفة للتعبير عن شجبهما ما يعتبرانه بمثابة تبذير خرافي من رئيس يعتبر أن قيمة ما يُنفق من تقديمات اجتماعية على غير الميسورين، خرافية. ولمساعدة الرئيس على ضبط نفقاته، بادر الزوجان إلى إرسال بعضٍ من صحونهما القديمة بالبريد إلى قصر الإليزيه، وأطلقا حملة على شبكات التواصل شعارها «أُهدي أطباقي إلى الزوجين ماكرون». وبدافع حض مواطنين آخرين على القيام بالمثل، سجل لييفر كل مرحلة من إعداد الطرد الذي أُرسل إلى الإليزيه، ووضع شريط الفيديو على الإنترنت مرفقاً برسالة قصيرة جاء فيها: «كونوا أسخياء، ووفروا على ماكرون وزوجته إنفاق الأموال على أمور ثانوية، وقدموا لهما بعض أواني موائدكم». وشهد شريط الإنترنت إقبالاً واسعاً، إذ بلغ عدد مشاهديه حوالي ٥ آلاف شخص حتى الآن، ما حمل الزوجان على التساؤل عن عدد الطرود البريدية التي ستصل إلى القصر الرئاسي وتحتوي على أطباق. وكانت الرئاسة الفرنسية أشارت إلى أن ماكرون وزوجته قررا تغيير أواني المائدة الرئاسية ذات الطراز القديم، واكتفت بالقول إن التكلفة المترتبة عن ذلك هي ٥٠ ألف يورو. لكن «لوكانار أنشينيه» التي لها سجلٌ حافل في كشف خبايا المؤسسات السياسية الفرنسية وكواليسها، كشفت أن القيمة الفعلية هي ٥٠٠ ألف يورو، وأن الـ٥٠ ألفاً هي المبلغ الذي سيتقاضاه مصمم الرسوم التي ستحملها الأطباق. ونظراً لحساسية الفرنسيين البالغة حيال إسراف الميسورين، خصوصاً مسؤوليهم، فإن موضوع الأطباق حمل بعضهم على القول إن ماكرون، على غرار أسلافه، منقطعٌ عن الواقع الفعلي للفئات الاجتماعية الدنيا، ولا يتردد في إثقالها بالمزيد من الأعباء بحجة المصلحة العامة. وعلى وقع السجال القائم حول موضوع الأطباق الرئاسية، كشفت مجلة «ليكسبرس» أن الزوجين ماكرون يعتزمان استحداث حوض سباحة في مقر الرئاسة الصيفي من منطلق الحرص على الحياة الخاصة لأفراد أسرتيهما، خصوصاً الصغار منهم. في ضوء تلاحق هذين الخبرين، ليس من الصعب التكهن بما سيثيرانه من سخط وتعليقات لاذعة لدى الفرنسيين.
مشاركة :