التهاب الكبد اللاكحولي ... مرض صامت أشرس من الايدز

  • 6/22/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بمناسبة المؤتمر الأوروبي لأمراض الكبد الذي عقد أخيراً، دق حوالى 10 آلاف طبيب جرس إنذار محذرين من مرض التهاب الكبد اللاكحولي الذي بات يشكل خطراً حقيقياً يهدد العالم، بل أصبح أشرس من مرض التهاب الكبد الفيروسي ومرض الإيدز. ولا يزال مرض التهاب الكبد الدهني اللاكحولي غير معروف لدى عامة الناس، على رغم أنه يضرب كل سنة المزيد من الأشخاص. ففي فرنسا وحدها تفيد التقاريرالميدانية أن بين مليون ومليوني شخص سيتأثرون به. وأشار موقع «هيلثي غايد» المختص في القضايا العلمية الى أن العلماء يتوقعون أن يكون المرض في الفترة المقبلة السبب الأول على لائحة الأسباب التي تستدعي زرع الكبد. ويقول مختصون بمرض التهاب الكبد اللاكحولي أنه في حال عدم مقاومته فإنه سيؤدي في المدى البعيد الى مضاعفات مقلقة للغاية يمكن أن تتطور إلى تليف الكبد أو السرطان أو الفشل الكبدي. ويتطور مرض التهاب الكبد اللاكحولي نتيجة تكدس الشحوم الثلاثية في الخلايا الكبدية، وهناك عوامل تشجع على الاصابة بالمرض، أهمها الإجهاد التأكسدي، والتهاب الكبد الفيروسي، وسوء التغذية، وتناول بعض الأدوية، وفرط استهلاك الكربوهيدرات السريعة الامتصاص، خصوصاً سكر الفواكه، والادمان على مشروبات الصودا ومشروبات الطاقة والوجبات السريعة. كيف يتمظهر مرض التهاب الكبد اللاكحولي؟ التهاب الكبد اللاكحولي داء صامت لا يعطي عوارض تلفت الانتباه ، وإذا نتجت عنه عوارض فإنها تشمل آلاماً في الربع العلوي الأيمن من البطن، وتعباً غير مبرر، وتضخماً في الكبد. وهناك مجموعة من عوامل الخطر التي تعمل في في شكل أو آخر على زيادة احتمال الإصابة بالمرض، وتضم هذه: - زيادة مستوى الكوليسترول وشحوم تري غليسيريد في الدم. - البدانة، خصوصاً تلك التي تحدث في البطن. - المتلازمة الاستقلابية. - تكيس المبيض عند النساء. - التوقفات التنفسية خلال النوم. - كسل الغدة الدرقية. - الداء السكري النوع الثاني. - التقدم في السن. ويجب أثارة الشكوك بالتهاب الكبد اللاكحولي عند رصد نسب مرتفعة في إنزيمات الكبد أو عند شكوى المريض من عوارض غير مبررة، أو عند ملاحظة علامات شاذة خلال تصوير الكبد بالأمواج فوق الصوتية أو بالتصوير الطبقي المحوري، لكن الطريقة الوحيدة التي تقطع الشك باليقين للتأكد من التشخيص هي استحضار خزعة من الكبد مباشرة من أجل فحصها في المختبر. لا علاج متوافراً لاتهاب الكبد اللاكحولي، لكن هناك بادرة أمل تتمثل في توصل باحثين الى آلية نوعية تمهد الطريق أمام ابتكار علاج فاعل، فقد عمل باحثون من معهد نيوكاسل للشيخوخة في بريطانيا، بالتعاون من زملائهم من مايوكلينيك في الولايات المتحدة، ومركز اراسموس الطبي في هولندا، على اتباع نهج يعتمد على قتل الخلايا المتشيخة من أجل السماح للكبد باستعادة نشاطه الطبيعي، وتم تجريب النهج الجديد على حيوانات التجربة فأعطت نتائج واعدة. وتبقى الخطوة التالية وهي اجراء التجارب السريرية اللازمة من أجل وضع النقاط على الحروف، واذا ما تكللت هذه بالنجاح يصبح ممكناً انتاج دواء يجعل الكبد قادراً على استرداد وظائفه الضائعة جراء اصابته بالالتهاب اللاكحولي. كيف الوقاية من التهاب الكبد اللاكحولي؟ ينبغي التقيد بالإرشادات الآتية التي تفيد في الحماية من هذا المرض الذي لا يتوافر له أي علاج بعد: - اتباع نظام غذائي صحي يطغى عليه عالم النبات والدهون الصحية. - الحفاظ على الوزن المثالي، لأن أي زيادة في الوزن تشجع على تراكم الدهون في الكبد. - ممارسة النشاط الرياضي بوتيرة مستمرة. - تحاشي المشروبات السكرية والصودا ومشروبات الطاقة. - تناول الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة التي تقدم للكبد الدعم المناسب ضد الشوارد الكيماوية الحرة. - اختيار الأطعمة والأشربة الصحية الفقيرة بالسكر والدهون. في المختصر، إن التهاب الكبد اللاكحولي مرض يهدد كل الفئات العمرية، لكنه أكثر انتشاراً لدى الذين على مشارف الأربعينات أو الخمسينات من العمر، وهو داء بات يشاهد أكثر فأكثر في مختلف البلدان، وهو مرض صامت لا عوارض له في البداية، لكنه يتطور لاحقاً لتنتج عنه مضاعفات خطيرة للغاية. وهو مرض مربك بسبب عدم وجود علاج له بعد. وهناك توقعات بأنه سيصبح الشر الأول الذي يهدد حياة الناس خلال السنوات المقبلة، فحري أن تتقدم البحوث المتعلقة بإيجاد علاج له، خصوصاً أن هناك من يلقي اللوم على مشروبات الصودا والوجبات السريعة والسمنة، بأنها ساهمت في انتشار هذا الداء الذي كان يُظن سابقاً أنه مرضاً حميداً.

مشاركة :