في مقهى بالعاصمة السورية دمشق وجد بعض السوريين أنفسهم أمام معضلة أثناء مشاهدتهم مباراة المنتخب الروسي مع منتخب مصر في كأس العالم لكرة القدم... هل يشجعون فريق دولة عربية شقيقة أم يشجعوا فريق الدولة المتحالفة مع حكومتهم؟ وفي مقهى مزدحم بحي تسكنه الطبقة المتوسطة في دمشق قال أمين معروف (62 عاماً) وهو يرى روسيا تهزم مصر بثلاثة أهداف مقابل هدف الثلثاء الماضي: «أنا محرج. يعني يفترض أني أشجع مصر. بس لأن روسيا معنا فأنا مع روسيا». وأضاف أنه سيشجع مصر وهي تلعب مع أي دولة أخرى غير روسيا. وأربك الصراع المستمر منذ سبع سنوات تفضيلات السوريين في بلد مزقته الحرب الأهلية التي أودت بحياة مئات الآلاف وتسببت في لجوء ملايين آخرين إلى الخارج. وبينما تتمتع روسيا بتأييد الموالين لرئيس النظام السوري بشار الأسد، يشجع معارضو الحكومة أي فريق يلعب ضد روسيا أو ضد منتخب إيران حليف دمشق الكبير الآخر. وهذه هي النهائيات الأولى لكأس العالم لكرة القدم منذ تدخلت روسيا لصالح الأسد في 2015 لتحول دفة الحرب لمصلحته في شكل حاسم. وتستضيف روسيا البطولة. ولوح مشجعون بأعلام روسيا وهم يشاهدون المباراة مع مصر على شاشة في شارع بدمشق التي سحقت الحكومة وحلفاؤها آخر جيب للمعارضين فيها الشهر الماضي فقط. لكن لم يكن الجميع يشجع روسيا. وقال جبران لويس (18 عاماً): «أنا أشجع مصر. هذا منتخب عربي وعلي أن أشجعه». ولم يتأهل المنتخب السوري للنهائيات لكن أداءه كان قويا في شكل مفاجئ في التصفيات. وكان هذا أيضاً سبباً للخلاف بين السوريين. فقد كان المؤيدون يدعمون المنتخب بينما كان يرفضه بعض المعارضين باعتباره منتخب النظام. وتمنى عمر فليح الذي يعيش في إسطنبول منذ مغادرته سورية في 2014 أن تفوز إنكلترا بالكأس. وكان يأمل أن تفوز مصر على روسيا الثلثاء. وقال: «البارحة في دمشق كانوا يشجعون روسيا وهو أمر ليس غريباً أو جديداً عليهم... أكيد أشجع أي أحد (يلعب) ضد إيران وروسيا بدون استثناء عربية وغير عربية».
مشاركة :