عُقد في العاصمة الأردنية عمان أمس قمة بين الملك عبدالله الثاني والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل تطرقت إلى العلاقات بين البلدين وملفات المنطقة. ودعت ميركل، التي وصلت إلى العاصمة اللبنانية بيروت وألتقت رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، إلى إيجاد حلول للتصدي لتوجهات طهران «العدائية» في الشرق الأوسط. وقالت في تصريحات أعقبت المحادثات مع العاهل الأردني: «لا ينبغي الاكتفاء بمناقشة توجهات إيران العدائية لكننا بحاجة لحلول عاجلة». وأضافت أنها تشارك الأردن القلق من النشاط الإيراني في جنوب غرب سورية حيث يصعد «الجيش السوري» عملية عسكرية قرب الحدود مع الأردن ومرتفعات الجولان. وقالت: «أنتم لا تواجهون فقط الصراع السوري فنحن نرى أيضا أنشطة إيران فيما يتعلق بأمن إسرائيل وحدود الأردن». وأعلنت تقديم مساعدات بقيمة 384 مليون يورو (445 مليون دولار) إلى الأردن هذا العام. بعدما تطرقت إلى «التحديات التي يواجهها الأردن بسبب الأوضاع في سورية، ما خلق أعباء كبيرة عليكم في المجالات الأمنية». وقالت: «كلانا، ضمن مجموعة عمل مصغرة تسعى للوصول إلى حل للنزاع في سورية، ونقوم من جهتنا بتقديم الدعم والتمكين لكم في الأردن، ونحن نتلقى نصائح استراتيجية وفعالة من طرفكم في ما يخص الوضع في الإقليم». وزادت: «نحن نواجه نفس التحديات، تحدي مواجهة داعش. وهذا يعني أيضاً أننا بحاجة إلى خلق بيئة يسودها السلام في سورية، أو عملية سلمية، وأود أن أشدد على أهمية ما يبذله الأردن في هذا المجال، وبشكل رئيس من خلال استضافته لهذا الكم الهائل من اللاجئين السوريين، أكثر من مليون شخص (سوري)، وحوالى 200 ألف طالب بحاجة لدخول مدارسكم، ما يرتب صعوبات كبيرة جداً على بلدكم». وقالت: «نود أن نكثف تعاوننا على مساعدة اللاجئين، ولكن من دون أن نغفل المجتمعات الأردنية، فالمواطن الأردني يطمح أيضاً لمستقبل أفضل، ويستحقون مستقبل أفضل له ولأسرته». بدوره، أكد العاهل الأردني الاتفاق على «الحاجة إلى حل سياسي في سورية يضمن سلامة أراضيها ووحدة شعبها». وزاد: «هذه من بعض المواضيع التي نواصل مناقشتها والتنسيق بشأنها، ونحن ملتزمون بالتعاون بشكل مستمر في ما بيننا»، مشدداً على أهمية الحفاظ على منطقة خفض التصعيد جنوب غرب سورية، والتي تم التوصل إليها العام الماضي بعد الاتفاق الثلاثي بين الأردن والولايات المتحدة وروسيا. كما أكد على أهمية التزام الجهات المانحة بترجمة تعهداتها تجاه الدول المستضيفة للاجئين، وفي مقدمتها الأردن لتمكينه من مواصلة تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية لهم. وقال: «لدينا رؤية مشتركة تجمع بلدينا حيال الملفات الإقليمية الرئيسية، لقد ساهم تعاوننا المشترك في مجالي الأمن والدفاع في تعزيز الأمن في بلدينا وفي المنطقة». وتطرق عبدالله الثاني إلى عملية السلام، مشدداً على إنه لا مجال لإحلال السلام في الشرق الأوسط من دون قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس». وأضاف: «نتطلع لألمانيا كدولة قيادية في الاتحاد الأوروبي وفي العالم لدعم جهود السلام في الشرق الأوسط». وأكد أن «الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي ما زال هو القضية المحورية في المنطقة، ولألمانيا والاتحاد الأوروبي دور رئيس في تعزيز جهود السلام استناداً إلى حل الدولتين». من جانبها قالت ميركل: «لا يمكن الحديث عن الأردن من دون الإشارة إلى عملية السلام في الشرق الأوسط، والتي تصب في صميم مصالح المملكة، لكن للأسف لم نر على مدار عدة سنوات تقدماً فيها». وأضافت «نحن جميعاً نعرف أهمية ما يقدمه الأردن من آراء للتوصل إلى حل». وعين العاهل الأردني الشهر الجاري رئيس وزراء جديداً بعد ما شهدت المملكة أكبر احتجاجات منذ أعوام على زيادة الضرائب وارتفاع الأسعار بموجب توصيات من صندوق النقد الدولي. وقالت ميركل إن «الإصلاحات يجب أن تكون متوازنة وألا تأتي على حساب الأشخاص الخطأ». وأضافت أنه «بالإضافة إلى مساعدات بقيمة 384 مليون يورو تمنح ألمانيا الأردن خط ائتمان بقيمة 100 مليون دولار لمساعدته على الوفاء بشروط صندوق النقد الدولي في ما يتعلق بالإصلاحات».
مشاركة :