يعتبر الحمل العنقودي Molar pregnency من الأمراض الشائعة في مجتمعنا وهو ليس بالمرض الخطير بحيث من الممكن علاجه بسهولة، لكنه يحتاج بشكل كبير إلى تعاون المريضة وتفهمها للحالة وعدم الاستعجال في الحمل مرة أخرى إلا بعد مرور 9 أشهر، حيث يعتبر الحمل العنقودي أو الحويصلي من أخطر أنواع الحمل، ويؤدي في الحالات المتأخرة إلى الإصابة بورم حميد أو خبيث، فلماذا يحدث وكيف يتم التعامل معه؟هو عبارة عن تطوّر غير طبيعي للحمل بحيث لا يتكوّن جنين سليم ولا مشيمة تحتوي على أجزاء طبيعية، وتكون المشيمة عبارة عن تكيّسات تشبه الحويصلات. وينقسم الحمل العنقودي إلى نوعين، نوع توجد فيه بعض الأنسجة السليمة للمشيمة، بالإضافة إلى أجزاء جنين غير سليمة، ولا يتكوّن جنين حي في هذه الحالة، والنوع الثاني لا يوجد أيّ تطور طبيعيّ في خلايا الجنين والمشيمة، ويكون الحمل أشبه بالورم، ويمكن أن يتحوّل هذا الورم إلى نوعٍ من أنواع السرطانات نادرة الحدوث، ويجب على الطبيب مراقبة تطور هذا الحمل، وإجراء عملية الإجهاض بالسرعة الممكنة. هناك أعراض مرافقة للحمل العنقودي، فالحمل في البداية يكون حملًا طبيعيًّا، ولكن مع التقدم في مراحل الحمل يبدأ ظهور الأعراض المختلفة، مثل وجود النزيف المهبلي، الشعور بالغثيان والتقيؤ الشديد، ويكون شكل الحمل كعنقود العنب، مع آلام في منطقة الحوض وارتفاع ضغط الدم، وتضخّم في جدار الرحم وأعراض نقص الحديد وفقر الدم وفرط إفراز الغدّة الدرقية.وتشخيص الحمل العنقودي سهل، ففي حالة الحمل العنقودي يكون مستوى هرمونات الحمل عاليًا، ممّا يؤكد على وجود الحمل، ويتم فحص الحمل غالبًا بالأمواج فوق الصوتيّة، ويمكن إجراء هذا الفحص بإدخال كاميرا صغيرة عن طريق المهبل للكشف عن حالة الحمل، ويلاحظ الطبيب في هذه الحالة عدم وجود الجنين، وعدم وجود السوائل المفترض وجودها في الحمل الطبيعي، وتكون المشيمة متكيّسةً وممتلئةً بالتجاويف، ويمكن أيضًا أن تكون هناك أكياسٌ على المبايض. ونشير إلى أسباب حدوث الحمل العنقودي، حيث يحدث الحمل الطبيعي في العادة من تلقيح بويضة من الأم تحتوي على ثلاثةٍ وعشرين كروموسومًا بحيوان منوي من الأب يحتوي العدد نفسه من الكروموسومات، ويكون العدد الطبيعي للكروموسومات ستّةً وأربعين كروموسومًا، أما في حالة الحمل العنقودي فيكون الأب هو مصدر الكروموسومات في الحمل، والكروموسومات من الأم تكون مفقودةً تمامًا وتتضاعف هذه الخلايا لتنتج حملًا غير طبيعي. وأيضا يحدث الحمل العنقودي عندما يتمّ تلقيح البويضة بحيوانين منويين، وبالتالي يكون غدد الكروموسومات غير طبيعيّ ويتطوّر إلى حمل عنقوديّ كما تزيد احتماليّة حدوث الحمل العنقودي عند تقدّم المرأة في السن، أو في حالة الزواج المبكر. والمرأة التي تعرّضت لحالة حمل عنقودي معرّضةٌ لحالة حمل عنقودي أخرى. ويتم علاج الحمل العنقودي بإزالة هذا الحمل بالسرعة الممكنة، لأنه لا يمكن أن يتطوّر إلى حمل سليم، وتتمّ إزالة هذا الحمل بعمليّة جراحية بواسطة التخدير الموضعي أو التخدير الكامل، ولا تستغرق هذه العملية وقتًا طويلًا، وتجرى عن طريق المهبل ولا تحتاج إلى شقّ البطن، ويمكن استئصال الرحم إذا كانت المرأة لا ترغب بالإنجاب، وتتم مراقبة مستوى هرمون الحمل بعد إجراء العملية للتأكّد من خلوّ الرحم من الأنسجة المتبقيّة من الحمل.
مشاركة :