أصبحت العلاقات العامة كنشاط اتصالي وإداري, تؤدي دوراً بالغ الأهمية في بناء سمعة المنظمات والمؤسسات المختلفة، لذا تعد إدارة العلاقات العامة من الإدارات الحيوية التي تعمل بالتعاون مع الإدارات الأخرى في بناء سمعة المنظمة، ويستند عليها أدور حيوية تتعلق بإبراز الصورة المشرقة للمؤسسة وما تقدمه من خدمات لمجتمعها، مما يعكس بدوره إيجاباً على تحسين السمعة المؤسسية لها، فنجاح المؤسسة سواء أكانت حكومية أو أهلية لا يتوقف على ما تحققه من إنجاز، إذا لم تتمكن من إبراز هذا الإنجاز إلى الفئات المستهدفة من جمهورها والمتعاملين معها من خلال عرض الخدمات المقدمة, وبرامج التطوير والمتابعة, وتوطيد الصلات بوسائل الاتصال المختلفة، وهي بذلك تشكل حلقة تواصل نشط, وأداة تفاعل داخل المؤسسة وخارجها.وتعد وزارة التعليم إحدى القطاعات الحكومية التي تسند إليها أدوارا رئيسة وهامة في الارتقاء بالمجتمع إلى مستويات رفيعة، وبناء الشخصية العلمية والإنسانية لقطاع عريض من الشباب سواء في الجامعات أو المعاهد العليا، ويجب أن يكون بناء هذه الشخصية بشكل سوي ومتكامل وعصري؛ بحيث يكون قادرًا على أداء رسالته في المجتمع، وتحمل مسئولياته تجاه وطنه.ومما لا شك فيه أن البرامج التي تقدمها وزارة التعليم، والمتمثلة في برنامج الابتعاث، بالإضافة إلى الفعاليات التي تقدمها للطلاب من خلالها، تؤدي دورًا أساسيًا في بناء وإدارة سمعة المنظمة، ولاسيما في ظل الأزمات التي تطرأ عليها مؤخراً، والتي قد تؤثر سلباً عليها.ولكي تؤدي وزارة التعليم أدوارها في المجتمع، وتحقق أهدافها يجب أن تسخر كافة الإمكانيات المتاحة لها، ولن تتحقق هذه الغاية دون توافر سمعة طيبة، ويكون ذلك عبر بناء صور ذهنية جيدة عنها وعن البرامج والفعاليات التي تقدمها.واستناداً إلى ما سبق، قدمت الباحثة السعودية الأستاذة منى بنت منصور المسعودي، دراسة إلى قسم الإعلام بكلية الآداب في جامعة الملك سعود بالرياض، تحت عنوان دور العلاقات العامة في بناء السمعة المؤسسية لوزارة التعليم، والتي تهدف بشكل رئيس إلى معرفة الدور الذي تقوم به إدارة العلاقات العامة بوزارة التعليم في بناء السمعة المؤسسية لها.خلصت الدراسة إلى عدة نتائج كان من أبرزها، أن غالبية عينة الدراسة لديهم إدراك متوسط حول الأنشطة التي تقدمها وزارة التعليم، وكانت أكثر الأنشطة إدراكا لدى عينة الدراسة تتمثل في مركز التميز, ويليها مبادرة وظيفتك في بعثتك، كما أن أكثر الوسائل المعتمدة لديهم في الحصول على المعلومات حول أنشطتها, تمثل في موقع الوزارة الإلكتروني، كما كانت أبرز سمة شخصية اعتبارية تميزت بها وزارة التعليم وفقاً لعينة الدراسة هي الموضوعية في التعامل مع القضايا المختلفة. وخلصت نتائج الدراسة أيضاً إلى حيادية غالبية عينتها حول الدور الذي تقوم به العلاقات العامة في بناء السمعة المؤسسية لوزارة التعليم، وكانت أكثر الإستراتيجيات الإصلاحية استخداماً هي قدرة إدارة العلاقات العامة من حجم المشكلة, وتصغيرها في حال الأزمات التي تواجهها الوزارة.واستنادا إلى ما سبق أوصت الباحثة إلى ضرورة فهم الدور الحقيقي لموظفي العلاقات العامة بالوزارة من قبل الإدارة العليا, ومنحهم الثقة اللازمة بتقديم المشورة لها وتمثيل الوزارة ، وأن على إدارة العلاقات العامة في وزارة التعليم الاستفادة من نتائج الدراسة, ومقارنتها بالإستراتيجيات التي يتبعونها بالإستراتيجيات المطبقة من وجهة نظر عينة الدراسة، ومن ثم اختيار إستراتيجية الرد المناسبة التي تسهم في تعزيز وبناء السمعة الجيدة للمؤسسة، لكسب ثقة الجماهير, وتقليل النشر السلبي عن الوزارة، وهو ما يسهم في تطوير مستوى موظفي العلاقات العامة, ويزيد مهاراتهم وتكثيف وعي المستفيدين بالأنشطة والخدمات المقدمة من الوزارة، حتى تتم الاستفادة القصوى منها.و الاستفادة بشكل أكبر من وسائل الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي التي من شأنها تحقيق تواصل أكبر مع جمهور الوزارة فيما يتعلق بنشر أخبارها وخدماتها.
مشاركة :