أكدت دراسة مسحية أجريت على عينة من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك سعود بعنوان (دور العلاقات العامة في بناء السمعة المؤسسية لوزارة التعليم) أن نجاح المؤسسات الحكومية والأهلية لا يتوقف على ما تحققه من إنجازات، إذا لم تتمكن من إبراز هذا الإنجازات إلى الفئات المستهدفة من جمهورها والمتعاملين معها من خلال عرض الخدمات المقدمة، وبرامج التطوير والمتابعة، وتوطيد الصلات بوسائل الاتصال المختلفة، وهي بذلك تشكل حلقة اتصال وتواصل نشط، وأداة تفاعل داخل المؤسسة وخارجها. وأشارت الدراسة التي تقدمت بها الباحثة منى بنت منصور المسعودي، إلى قسم الإعلام بكلية الآداب أن العلاقات العامة كنشاط اتصالي وإداري تؤدي دوراً بالغ الأهمية في بناء سمعة المنظمات، باعتبار الاعلام والاتصال من الإدارات الحيوية التي تعمل بالتعاون مع الإدارات الأخرى في بناء سمعة المنظمة، ويسند عليها أدوار حيوية تتعلق بإبراز الصورة المشرقة للمؤسسة وما تقدمه من خدمات لمجتمعها، مما يعكس بدوره إيجاباً على تحسين السمعة المؤسسية لها. وأثنت الدراسة على حجم البرامج التي تقدمها وزارة التعليم، والمتمثلة في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وبرنامج الالتحاق بالبعثة، وبرنامج الابتعاث الداخلي، بالإضافة إلى الفعاليات التي تقدمها للطلاب وتؤدي خلالها دورًا أساسيًا في بناء وإدارة سمعة المنظمة، ولاسيما في ظل الأزمات التي تطرأ عليها مؤخراً، والتي قد تؤثر سلباً عليها. وخلصت عينة الدراسة إلى أن أكثر الأنشطة إدراكا في وزارة التعليم تتمثل في جائزة التميز، يليها برنامج الابتعاث الخارجي (وظيفتك وبعثتك)، كما أن أكثر الوسائل المعتمدة لدى عينة الدراسة في الحصول على المعلومات عن وزارة التعليم كانت في موقع الوزارة الإلكتروني. وعلى الرغم من حيادية آراء أعضاء هيئة التدريس والطلاب الجامعيين السعوديين حول ولائهم العاطفي لوزارة التعليم، جاءت أبرز سمة شخصية اعتبارية تميزت بها وزارة التعليم وفقاً لعينة الدراسة (الموضوعية)، وأبرزت الدراسة الدور الذي تقوم به إدارة الاتصال في بناء السمعة المؤسسية لوزارة التعليم، حيث تمثلت أكثر الاستراتيجيات الإصلاحية استخداماً في تقليل إدارة الإعلام والاتصال من حجم المشكلة، وتصغيرها في حال الأزمات التي تواجهها الوزارة, وقد أشارت نتائج الدراسة أن العلاقات العامة تدعم بناء وترسيخ الهوية المؤسساتية لوزارة التعليم. وأظهرت نتائج الدراسة وجود دور بارز للعلاقات العامة في بناء سمعة وزارة التعليم والحفاظ عليها، فيما أوصت بضرورة فهم الدور الحقيقي لموظفي إدارة الإعلام والاتصال بوزارة التعليم، والاستفادة بشكل أكبر من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التي من شأنها تحقيق تواصل أكبر مع الجمهور الخارجي، وتكثيف وعي المستفيدين بالأنشطة والخدمات المقدمة.
مشاركة :