الدكتور عادل محمود، أحد رواد أبحاث اللقاحات والأمراض المعدية في العالم. يعتبر من أبرز العلماء في المجال الأكاديمي والطبي في الولايات المتحدة الأمريكية، وترجع شهرته في مجال تطوير اللقاحات التي أسهمت في إنقاذ حياة مئات الملايين حول العالم من سرطان عنق الرحم، وذلك أثناء خدمته كرئيس لشركة ميرك آند كو للأدوية، كما عمل كأستاذ بجامعة برينستون بالولايات المتحدة الأمريكية.ولد عادل محمود في القاهرة عام 1941 وقد اتجه البروفيسور إلى مجال الطب بدافع شديد الصلة بمرض والده، حيث تعرض خلال طفولته إلى موقف تسبب في تحول فطري ورغبة مُلحة في دراسة الطب وإنقاذ أرواح المرضى، حيث اخترق جسد والده النحيل، في أحد الأيام، مرض الالتهاب الرئوي، واشتد عليه المرض ما أجبر الطفل إلى الهرع نحو إحدى الصيدليات للبحث عن حقنة البنسلين، وإنقاذ والده إلا أن محاولته باءت بالفشل وتوفي الوالد بسبب تأخر الصغير عن جلب العلاج في الوقت المناسب. تركت صدمة وفاة الأب تأثيرها الموجع على الطفل، ذو الـ10 سنوات، لكنها رسمت الخطوط الأولى لحلم العمل بالمجال الطبي، إلى أن اجتاز مرحلة الثانوية العامة بنجاح ملتحقًا بكلية الطب بجامعة القاهرة واستمر في إنجازاته بالحصول على شهادته الجامعية، بل كللها بالحصول على شهادة الدكتوراه في الطب.أحد أشهر أعماله على الإطلاق وهو المساهمة في حل أزمة التطعيمات عام 2013 الذي شهد انتشارا لعدد من حالات التهاب السحايا بين طلبة الجامعة، ولم يكن في الولايات المتحدة أي تطعيمات لهذا المرض ولم يتم تصنيع التطعيمات في أمريكا، عندها استخدم صلاته مع الجامعات الأوروبية لجلب المصل والتطعيمات لمساعدة الجامعة، وكان من تدخل أيضا لدى إدارة أوباما حتى يتم الحصول على تصاريح دخول التطعيمات.وبعد انتشار مرض إيبولا في غرب أفريقيا عام 2014، بدأ عادل محمود حملة لإنشاء صندوق دولي للأمصال والتطعيمات على مستوى العالم، استعدادا لانتشار أمراض بشكل مفاجئ.وتوفى عادل محمود توفي يوم 11 يونيو الجاري، نتيجة نزيف في المخ بمستشفى جبل سيناء في مانهاتن، نيويورك، ولم ينشر الخبر إلا في 13 يونيو، بينما لم يصل الخبر للإعلام العربي إلا في يوم الأربعاء 20 يونيو الجارى رغم مساهمته في إنقاذ حياة الملايين بالتطعيمات التي اخترعها.وقد نعاه بيل جيتس رجل الأعمال ومؤسس شركة مايكروسوفت، عن حزنه الشديد لوفاة العالم المصري الشهير عادل محمود، الذي كان له الفضل فى اختراع تطعيمات فيروس الورم الحليمى وفيروس روتا، مشيرا إلى أنه أنقذ حياة عدد لا يحصى من الأطفال.وكتب جيتس، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "فى وقت سابق من هذا الشهر، فقد العالم واحدًا من أعظم المبدعين فى اختراع اللقاحات فى عصرنا الدكتور عادل محمود الذى أنقذ حياة عدد لا يحصى من الأطفال".
مشاركة :