سلطت وكالة الإمارات للفضاء الضوء على جهود الدولة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، بدءاً من الحد من التغييرات المناخية باستخدام الأقمار الاصطناعية وصولاً إلى دعم جهود البحث العلمي لمواجهة تحديات المياه والغذاء، وذلك خلال المشاركة في ختام أعمال مؤتمر الأمم المتحدة لاستكشاف الفضاء "يونيسبيس +50"، ليلة أمس.وقدم الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام الوكالة، خلال كلمته مشروع "المريخ 2117" الذي يهدف إلى إنشاء مستوطنة بشرية على المريخ كمثال عن مساهمة دولة الإمارات في هذه الجهود العالمية، حيث سيدعم المشروع جهود البحث العلمي والتطوير اللازمة للخروج بحلول متقدمة لتحديات الزراعة والمياه النقية وإمدادات الطاقة ضمن بيئة قاسية لا توفر أدنى مقومات الحياة، والتي ستجري ضمن "مدينة المريخ العلمية" التي يجري إنشائها بإمارة دبي في إطار المشروع، لتكون نموذجاً يحاكي ظروف الحياة على كوكب المريخ. وتتمثل مشاركة الوكالة في المؤتمر الذي تستضيفه العاصمة النمساوية "فيينا" خلال الفترة بين 18 و21 يونيو الجاري، بوفد رفيع المستوى برئاسة الدكتور أحمد عبدالله بالهول الفلاسي وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة الوكالة، والدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام الوكالة، وفريق الإدارة العليا وعدد من المسؤولين والمهندسين.وألقى الأحبابي كلمة رئيسية في جلسة خاصة بعنوان "كوكبي، مستقبلي" تمحورت حول دور قطاع الفضاء في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، والتي أكد فيها أن فوائد استكشاف الفضاء واستخداماته المختلفة تغطي نطاقاً أوسع من أي قطاع أو مجال آخر، وأن الجهود العالمية في مجال الفضاء تهدف إلى توفير تقنيات متقدمة يمكنها إحداث تغيير إيجابي في حياة الناس، معرباً عن إيمانه بأن جهود البحث والتطوير في مجال استكشاف الفضاء الخارجي تقود بشكل مباشر إلى تطوير حلول طويلة الأمد للعديد من التحديات التي تواجه البشر على كوكب الأرض.وقال الأحبابي، أن تطبيقات مراقبة الأرض والاستشعار عن بعد التي توفرها الأقمار الاصطناعية تسهم في الوفاء بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة المرتبطة بالحياة على الأرض وتحت سطح الماء، مشيراً إلى مساهمة الدولة في هذا الإطار والمتمثلة في مشروع قمر "مزن سات" الاصطناعي، الذي يجري تطويره من قبل الطلبة في جامعات الدولة ليعمل على قياس كمية غازي الميثان وثاني أكسيد الكربون وتوزعهما في الغلاف الجوي للأرض باستخدام جهاز علمي يعمل بالأشعة تحت الحمراء ذات الموجات القصيرة، كما سيقدم بيانات عن ظاهرة المد الأحمر على سواحل الدولة والتي تؤثر سلبياً على البيئة المائية والثروة السمكية، وبالتالي تمرير هذه المعلومات الى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات الوقائية ذات الصلة في الوقت المناسب.وخلال جلسة حوارية ضمت رؤساء وكالات الفضاء من مختلف أنحاء العالم، شدّد الأحبابي على الحاجة إلى تعزيز أواصر التعاون الدولي في مجال الفضاء، وهو الأمر الذي سعت إليه الدولة من خلال تقديم كل الدعم الممكن خلال فترة التحضيرات لعقد مؤتمر "يونيسبيس +50"، حيث استضافت إمارة دبي اثنين من المنتديات الثلاثة رفيعة المستوى التمهيدية للمؤتمر تحت عنوان "الفضاء كدافع للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة"، والتي صدر عنها "إعلان دبي" الذي سيجري تبني توصياته ضمن "أجندة الأمم المتحدة للفضاء 2030".
مشاركة :