وكالات ( صدى ) : نصاب بنزلات برد ولا نعرف ما يجب علينا فعله، فإما نتركه لينتهي وحده كما بدأ أو نلجأ لبعض الحلول التقليدية الشائعة مثل تناول عصائر البرتقال والليمون لاحتوائها على فيتامين سي وشرب النعناع واللجوء لتناول المضادات الحيوية ومسكنات الألم بكثرة، ولكن هل هذه العلاجات فعالة حقا أم أنها طقس نفعله بحكم العادة ولا تقدم أو تؤخر في علاج نزلات البرد؟! هذا ما ستوضحه الدكتورة أهداف عنان إستشاري الأمراض الصدرية لـ”عين اليوم” قائلة: إن تناول العصائر والأدوية الفوارة التي تحتوي على فيتامين سي مثل عصير البرتقال والليمون بكثرة عند الشعور بقدوم نزلة برد هو مضيعة للوقت، حيث إن هذا الفيتامين لا يقلل من خطر الإصابة بنزلة برد ولا يساعد على العلاج منها أيضا، فقد تباينت نتائج الأبحاث حول فائدة فيتامين سي الحقيقية في علاج نزلات البرد ما بين أنه يقصر من مدة البرد أو لا على أنه يستطيع تقصير مدة الإصابة بمعدل يوم، بينما افترضت أخرى أنه يقصر المدة بمعدل ساعات فقط، إلا أن بعض الدراسات أثبتت أنه لا يؤثر أبدا ولكن بالنهاية هو لا يضرك على الرغم من أنه لا يساعدك للقضاء على البرد أيضا ويجب عليك أن تأخذ حذرك من تناوله بكثرة لأنه قد يصيبك بألم فى المعدة. إن البعض يتناول النعناع بكثرة للمساعدة على القضاء على نزلات البرد ونوبات السعال والإصابات التنفسية إلا أن النعناع يستخدم بنجاح فى قتل بعض أنواع البكتيريا والفيروسات ولكن ذلك لا يعنى أنه مضاد لأى نوع من البكتيريا الضارة التي قد تصيب الإنسان فإنه لم يثبت حتى الآن بشكل مادي ولا يوجد أدلة حقيقية على أنه قد يكون علاجا فعالا ضد نوبات السعال أو نزلات البرد الشائعة وذلك على الرغم من دوره فى إنعاش النفس بشكل مريح بعض الشيء. إن أغلبية المصابين بنزلات البرد يلجأون لتناول المضادات الحيوية بكثرة ليتعافوا بشكل أسرع ولكنه مفهوم خاطئ، حيث تتمثل مشكلة علاج نزلات البرد بالمضادات الحيوية في أنها تستخدم في علاج الإصابات البكتيرية ولكن البرد لا يحدث بالبكتيريا ولكنه نتاج عن الفيروسات لذلك لا تساعد المضادات الحيوية نهائيا، وفي الحقيقة أن ذلك قد يكون ضارا أيضا لأن تناول مثل هذه المضادات دون الحاجة لها ستزيد مشكلة أخرى وهي أنه عند الحاجة الحقيقية لها سيكون صعبا عليها المعالجة فعلا فسيقل تأثيرها كمضادة للبكتيريا بالإضافة إلى أن لها آثارا جانبية عديدة أقلها الإسهال. -إن الاكثار من تناول مسكنات الألم المشهورة عند ارتفاع حرارة الجسم أو ألم في الحلق ويستخدم كمسكن وخافض للحرارة إلا أنه مشكوك في فعاليته وهذه الأدوية تؤثر على الكبد. وأوضحت الدكتورة عنان أنه لا يوجد لقاح للوقاية من نزلات البرد والعلاج منها لأن هناك مئات الفيروسات التي قد تتسبب بها إلا أن بالإمكان فعل عدة أشياء بسيطة وفاعلة جداً في تخفيف حدة المعاناة من أعراض نزلات البرد منها: استخدام بخاخ الأنف المحتوي على ماء مملح المتوفر في الصيدليات فهو مفيد للكبار والصغار ولا يتسبب بتلك المضاعفات التي تحصل نتيجة استخدام بخاخات مضادات الاحتقان، كذلك الإكثار من تناول الماء والسوائل، فشرب الكثير من الماء ينظف ويطرد الفيروسات من الجسم. ويجب تجنب المشروبات المحتوية على الكافيين لأنها تزيد من إدرار البول وفقد الجسم للسوائل، ونصحت الدكتورة بتناول شوربة الدجاج فهي تخفف من أعراض نزلات البرد فهي تعمل كمضادة للالتهابات ومخففة من حدة التفاعلات غير المنضبطة لخلايا الدم البيضاء في حال حصول نزلات البرد وبالتالي تخف حدة الأعراض المصاحبة لها. وشددت أخيرا على الراحة والبقاء في المنزل وعدم الذهاب للعمل كي تنال قسطا من الراحة البدنية المساعدة في تنشيط مناعة الجسم وتسهيل قضائه على الفيروسات.
مشاركة :