الصداقة هي كنز الحياة وهي البلسم الذي يطيب جراح القلب والروح، ويجعل الحياة أكثر احتمالاً، فالإنسان بلا أصدقاء كالشجرة عارية الأوراق، فلا شيء يهون علينا صعب الحياة أكثر من وجود أصدقاء أوفياء في حياتنا، فحتى الرسول عليه الصلاة والسلام الذي كان مؤيدًا بالوحي كان له صديق يرافقه ويسانده، هو أبوبكر الصديق، ما يدل على عظم الأثر الطيب الذي تتركه الصداقة في النفوس.ولطالما تغنى الشعراء والأدباء بالصداقة وقالوا فيها شعرًا ومجدوها وأعلوا من شأنها، وكم قيل فيها من الأغنيات والأمثال، فالصداقة الحقة رزقٌ من الله تعالى، ومن ظفر بالصداقة الوفية فكأنما حيزت له الدنيا؛ لأن الأصدقاء هم شقائق الروح، والصداقة مدينة مفتاحها الوفاء وكلمة صغيرة تحمل في جعبتها الكثير من المعاني الإنسانية، والصداقة ليست مجرد علاقة قرب بين شخصين أو أكثر بل هي توافق واتفاق، فليس كل شخصٍ في الدنيا يناسبنا صديقا، بل علينا اختيار الأصدقاء الأوفياء الذين يصونون حقوق الصداقة ويلتزمون بواجبها، ويصونون أسرارها ويحفظون عهد الصداقة دائما وأبدا. فالصديق الوفي كالأخ الذي لم تلده الأم، وهو السند والناصح الأمين الذي يأخذ بيد صديقه إلى الخير ويمنعه من الانحراف، ويبعده عن رفاق السوء فلا يمشي في دروبهم، ومن أهم صفات الأصدقاء الأوفياء حفظ غيبة الصديق ومناصرته إن كان مظلوما والأخذ بيده إن كان ظالما ومنعه من الظلم، نعم هذه الصداقة الكنز الحقيقي في هذه الحياة، لذلك تحدثت عنه لكي تأتي مشاعر الختام لأقول لأخي وصديقي (م.ح.د) حقا أنا أعتز بصداقتك الرائعة والجميلة والغالية على قلبي. صدقني يا غالٍ لو قضيت عمري أصف مقدار حبي واعتزازي بك لما وفيتك حقك، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، رسالة أبعثها مليئة بالحب والتقدير والاحترام، ولو أنني أوتيت كل بلاغة وأفنيت بحر النطق في النظم والنثر لما كنت بعد القول إلا مقصرا ومعترفا بالعجز عن واجب الشكر. صحيح هناك الكثير من الاخوة الاعزاء نعرفهم يتعاملون بكل محبة ومشاعر صادقة، لكن ليس بمقدار ما تقدمونه لنا من خلال اسمى معاني الاخوة بقلبكم، فكنت محتارا ماذا أهديكم فاخترتكم عنوان موضوعي لأتكلم عن معنى الصداقة الحقيقة التي فعلا أنتم كنتم خيرا لها. نحن بحاجة إلى تلك الصداقة النابعة من قلوب صادقة لا تحمل الزيف ولا تحمل الحقد ولا تحمل الكراهية.. أنتم الدرس الذي يجب على الجميع ان يتعلمه، فأهديتني محبة وأخوة، فهنيئا بمعرفتك.] عبداللطيف بن نجيب
مشاركة :