محمود ترك يكتب: محمد متولى الصديق الوفى الذى خطف الأضواء بأداء خاص

  • 2/17/2023
  • 09:01
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - سامية سيد - شاب جامعي يدعى (حسين) يساند زميلته الجامعية (زينب أو زوزو) في الفيلم الشهير "خلي بالك من زوزو" يهتف باسمها أحيانا ويقف ضد من يحاول النيل منها تارة آخرى، بهذا الدور البسيط بدأ محمد متولي ظهوره على شاشة السينما عام 1972 رفقة النجمة سعاد حسني والوسيم حسين فهمي، لكن المفارقة أن بعض من أبرز أدواره اللاحقة تماست مع هذه الشخصية في كثير من التفاصيل خصوصا الوفاء للصديق. محمد متولي الذي تمر اليوم ذكرى رحيله الخامسة، أحد أبرز الفنانين الذين وقفوا في درب الأدوار المساعدة،  منذ أن بدأ المشوار مع فيلم حسن الإمام الموسيقي الاستعراضي في السبعينيات من القرن الماضي، لكن ظهوره على الشاشة سواء في السينما أو التليفزيون لم يكن عاديا، بل ترك علامة بارزة لدى الجمهور والنقاد، خصوصا مع تميزه في أدوار تعد الأبرز في مشواره الفني. يعد دور "خوليو" في فيلم عادل إمام وسعيد صالح الشهير "سلام يا صاحبي" والصادر عام 1987 واحدا من أبرز شخصوصه الدرامية، ووصفها في حوار تليفزيوني بأنه من أحلى الأدوار التي جسدها في السينما، فهو صديق عادل إمام أو "مرزوق" الذي على استعداد أن يفديه بروحه، ونموذج لابن البلد الذي يضحي من أجل صديقه، كما أنه يتدخل في الوقت المناسب ليقول كلمة الحق". دور محمد متولي في "سلام يا صاحبي" شخصية لا تلقي الكاميرا الضوء عليها، ليستحوذ عادل إمام وسعيد صالح على الضوء الأكبر في المشاهد التي تجمعهما الثلاثة، لكن بأداء هاديء وفي لحظات يستمع فيها فقط إلى الحوار بين الصديقين تجد الممثل القابع في خلف المشهد يخطف الأنظار. أضاف محمد متولي تفاصيل خاصة على شخصياته التي يجسدها جعلته محل ثقة العديد من كبار كتاب الدراما التليفزيونية ومنهم أسامة أنور عكاشة، وليس غريبا أن يتألق من جديد مع الكاتب الراحل من خلال دور (مصطفى بطاطا) في مسلسل "أرابيسك" بطولة صلاح السعدني، ليظهر في دور المحامي الذي يدافع عن صديقه في القضايا التي تحاصره، ويتحمل غضبه، فهو هنا يواصل إجادة الدور الذي تخصص فيه "الصديق الوفي".   وكما تعلق الجمهور بشخصيات محمد متولي الوفية لأصدقائها نجده يصدقه أيضا في أدوار مغايرة منها دور (بسة) أو ( بسيوني أبو حجر) في سلسلة "ليالي الحلمية" الشهيرة، الذي مر بتطورات دراميا كبيرا في تفاصيل الشخصية، إذ ظهر في البداية فقيرا يعمل في جمع أعقاب السجائر "سبارس"، ثم يعمل في تجارة المخدرات، ليفتح بعد ذلك ملهى ليلى، ويعمل في تزوير العملات النقدية، حتى يتخذ الدين ستارا ليتكسب منه، وكل هذه التحولات بمفراداته جسدها محمد متولي ببراعة شديدة جعلته أحد أبرز نجوم المسلسل الذي صدر منه 6 أجزاء. ومثلما كانت بعض شخصيات محمد متولي التي جسدها بالدراما التليفزيونية والسينما تمتاز بالحب والوفاء، كانت علاقته بالفن في الواقع يغلفها الحب والعشق الذي بدأ منذ طفولته عندما كان يرى شقيقيه الأكبر منه يلعبان بعض الأدوار والأعمال الفنية من منطقة الهواة، ليسير على الدرب نفسه، لكنه بعد فترة احترف الفن ليخلق لنفسه علاقة خاصة مع جمهوره على مدار أكثر من 40 عاما، ليرحل عن عالمنا في 17 فبراير عام 2018.  

مشاركة :