شن المجلس الملي العام للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، هجوما حادا على الرئيس المصري محمد مرسي وحكومته، محملا إياه المسؤولية عن الأحداث الطائفية التي وقعت مطلع الأسبوع الحالي في منطقة الخصوص بالقليوبية وفي محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في القاهرة، بينما اعتكف البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، في دير وادي النطرون احتجاجا على الأحداث الأخيرة. يأتي ذلك في وقت توجه فيه الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء المصري، إلى قطر والتقى رئيس الوزراء المصري نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم «لمزيد من التعاون» بين البلدين. وحمل المجلس الملي للكنيسة الرئيس محمد مرسي والحكومة، المسؤولية كاملة عن غياب العدل والأمن والسكوت والتواطؤ المشبوه لبعض العاملين بأجهزة الدولة التنفيذية في أحداث الخصوص والكاتدرائية. وقال المجلس، في بيان أصدره الليلة قبل الماضية: «نعرب عن قلقنا الشديد من استمرار الشحن الطائفي الممنهج ضد مسيحيي مصر، والذي تصاعد خلال الأشهر الماضية، نتيجة لتراخي الدولة وجميع مؤسساتها عن القيام بدورها تجاه تطبيق القانون على الجميع دون تفرقة، ولتقاعس القيادة السياسية للبلاد عن تقديم الجناة المعروفين في أحداث سابقة للعدالة، أو اتخاذ أي موقف حاسم حقيقي نحو إنهاء الشحن والعنف الطائفي الآخذ في التصاعد من دون رادع، الأمر الذي ترتب عليه إهدار لهيبة الدولة واحترامها للقانون ولمواطنيها وحرياتهم ومؤسساتهم الدينية». وأشار المجلس، المختص بالشؤون الإدارية في الكنيسة، وهو ثاني أكبر هيئة بالكنيسة الأرثوذكسية بعد المجمع المقدس المختص بالشؤون الدينية، إلى أنه «في ظل غياب غير مسبوق في تاريخ مصر لدور القيادة السياسية في توحيد أبناء الشعب، والعمل المخلص على نزع فتيل الأزمات الطائفية، وصل الأمر إلى السماح لأشخاص مدفوعين بمهاجمة جنازة شهداء العنف الطائفي، والهجوم على الكاتدرائية المرقسية والمقر البابوي على مرأى ومسمع من قوات الشرطة وقيادتها ولساعات طويلة من دون تدخل حاسم». في سياق متصل، اعتكف البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون (شمال القاهرة) وذلك احتجاجا على الاعتداء على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية. وقالت مصادر كنسية، إن البابا رفض أن يلتقي وفدا من الرئاسة زار الكاتدرائية أول من أمس وضم 3 من مساعدي ومستشاري الرئيس مرسي، وأوكل مهمة حضور اللقاء إلى بعض الأساقفة. وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «كما رفض الأنبا باخوميوس، أسقف البحيرة، والذي كان قائمقام البطريرك بعد وفاة البابا الراحل شنودة الثالث حضور لقاء وفد الرئاسة»، مشيرة إلى أن اللقاء لم يصدر عنه أي قرارات، وكان مناسبة لتبادل العبارات الودية فقط. ومن جانبه، قال المحامي القبطي نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، إنه سيقدم اليوم (الخميس) بلاغا إلى النائب العام عن أحداث الخصوص والكاتدرائية، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن لديه أدلة عن تقصير وإهمال وتورط الشرطة، سواء في الخصوص أو الكاتدرائية، بالإضافة إلى وجود شهود عيان، بعضهم مسلمون، سيقدمون إفاداتهم حول الواقعة. من جهة أخرى، التقى الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء المصري في الدوحة أمس، نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، الذي أعلن أن بلاده قررت تقديم دعم إضافي لمصر قدره 3 مليارات دولار في صورة سندات أو وديعة. وردا على هجوم عدد من وسائل الإعلام المصرية على قطر مؤخرا، قال الشيخ حمد بن جاسم: «إننا لا نتأثر بالإعلام ونحترم الإعلام الجاد البناء ونقدر ما يقوله ونتفهم ما يقوله ولماذا يقوله».
مشاركة :