قرر وزراء «أوبك» خلال اجتماعهم أمس في فيينا، بعد تقويم التطورات في السوق النفطية منذ اجتماعهم السابق في العاصمة النمسوية نهاية تشرين الثاني (نوفمبر)، ومراجعة أوضاع السوق النفطية للأشهر المتبقية من العام الحالي، زيادة انتاج النفط اعتبارا من تموز (يوليو) من اجل «تلبية» الطلب العالمي، ولكن من دون تحديد حصص. وقالت السعودية إن الخطوة ستترجم إلى زيادة اسمية في الإنتاج بنحو مليون برميل يوميا أو واحد في المئة من المعروض العالمي. وأوضح وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في ختام الاجتماع نصف السنوي للمنظمة في فيينا: «اتفقنا على حوالى مليون برميل اقترحناها. أعتقد بأن ذلك سيساهم في شكل كبير في تلبية الطلب الإضافي الذي نتوقعه في النصف الثاني من السنة». وأضاف: «نريد تجنب النقص في الإمدادات والمأزق الذي شهدناه عامَي 2007-2008»، في إشارة إلى الفترة التي صعدت فيها أسعار النفط إلى نحو 150 دولاراً للبرميل. وشرح رئيس المؤتمر الوزير الإماراتي سهيل المزروعي أن المنظمة تعدّت هذه الحصة بـ١٥٢ في المئة، موضحاً أن المطلوب الآن محاولة الوصول إلى سقف خفض يبلغ ١,٢ مليون برميل في اليوم. وقال: «قررنا أن نصل إلى هذا الهدف في المجمل، وليس كدول منفردة، ولم توزع الحصص على الدول كون بعضها غير قادر على الزيادة». وعملياً، يعني القرار ضخ نحو ٦٠٠ ألف برميل إضافي يومياً في الأسواق، لأن «أوبك» كانت خفضت إنتاجها ١,٨ مليون برميل في اليوم. وأعلن المزروعي أن اللجنة الوزارية لمراقبة الالتزام والسوق ستجتمع في الجزائر لمراقبة التطورات في السوق النفطية. وأشار إلى أن الاجتماع لم يناقش السماح للمنتجين الذين يملكون طاقة فائضة، سد الفجوة في إنتاج الآخرين. إلى ذلك، رأى نائب رئيس مؤسسة «آي أتش أس» الأميركية لأسواق النفط روجي ديوان، أن هذا القرار يعطي هامش تحرك كبيراً للسعودية، أكبر منتج في المنظمة، لإدارة إنتاجها كما ترى، نظراً إلى أنها مع قلائل يملكون قدرة إنتاج زائدة. ولفت الى انه بالنسبة إلى سوق النفط، كان كل المتعاملين يتوقع أرقاماً محددة للإنتاج. ومع هذا القرار، عليهم أن يحتسبوا ويدرسوا أوضاعهم، علماً أن وزير النفط السعودي كان اعطى أرقاماً محددة. وأضاف ديوان أن «من الواضح عدم وجود اتفاق جماعي، لكن هذا الإخراج يعطي الدول ذات القدرة الفائضة، وفي طليعتها السعودية، إنتاج ما تراه مناسباً». وقرر المؤتمر قبول عضوية الكونغو فوراً، وحدد ٣ كانون الأول (ديسمبر) لعقد الاجتماع الوزاري المقبل لـ «أوبك» في فيينا. كما تعقد «أوبك» صباح اليوم مؤتمراً مع مجموعة دول منتجة من خارجها. وفي واشنطن، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب منظمة البلدان المصدرة للبترول إلى زيادة إنتاجها من النفط. وكتب على «تويتر»: «آمل بأن تزيد أوبك الإنتاج في شكل كبير. نحتاج إلى الإبقاء على الأسعار منخفضة!».
مشاركة :