حققت قوات النظام السوري أمس السبت، تقدماً محدوداً على حساب الفصائل المعارضة في محافظة درعا في جنوب البلاد حيث تستمر الاشتباكات بوتيرة عالية، في حين طالبت الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية بوقف العمليات العسكرية في المنطقة وحذر الاتحاد الأوروبي من كارثة إنسانية في منطقة درعا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات النظام حققت أول تقدم لها في المنطقة منذ التصعيد العسكري الثلاثاء بسيطرتها على قريتي البستان والشومرية في ريف درعا الشرقي. ويتركز القصف والاشتباكات حالياً عند الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء، وتحديداً في ريف درعا الشرقي وأطراف السويداء الغربية. وتهدف قوات النظام، حسب المرصد، إلى فصل الريف الشرقي بين شمال وجنوب «ما يسهل عملياتها ويزيد الضغط على الفصائل المعارضة ويتيح لها التقدم بشكل أسرع».وتكتسب المنطقة الجنوبية خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع «إسرائيل» والأردن، عدا عن قربها من دمشق. وبعد سيطرتها في الشهرين الماضيين على الغوطة الشرقية وأحياء في جنوب العاصمة، حددت دمشق منطقة الجنوب السوري وجهة لعملياتها العسكرية، وتستقدم منذ أسابيع تعزيزات عسكرية إلى المنطقة. وأفاد المرصد ب «تصعيد مستمر للقصف والاشتباكات في ريف درعا الشرقي والشمالي الشرقي»، وقد استهدف القصف الجوي والمدفعي قرى وبلدات عدة. وأسفرت الاشتباكات، عن مقتل ثمانية عناصر على الأقل من قوات النظام وإصابة 20 آخرين بجروح. كما قُتل في المقابل عشرة مقاتلين على الأقل من الفصائل المعارضة. وتسبب قصف قوات النظام منذ الثلاثاء بمقتل 18 مدنياً، وفق المرصد، الذي وثق أيضاً نزوح أكثر من 12 ألف مدني خلال ثلاثة أيام فقط أغلبيتهم من ريف درعا الشرقي. وتعد محافظات درعا والقنيطرة والسويداء إحدى مناطق خفض التصعيد الأربع في سوريا. وقد أُعلن فيها وقف لإطلاق النار برعاية أمريكية أردنية في يوليو الماضي، لتشهد منذ ذلك الحين توقفاً كاملاً في الأعمال القتالية.وطالب أنطونيو جوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، بوقف فوري للمعارك من أجل حماية السكان المدنيين في هذه المنطقة. وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم جوتيريس، إن الهجمات البرية والجوية أدت الى طرد آلاف المدنيين، مشيراً إلى أن هذه الهجمات، تمثل تهديداً للسلم الإقليمي، وطالب كل أطراف الصراع باحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي، ومن بين هذه الالتزامات حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.وحضّت السفيرة الأمريكية في المنظمة الدولية نيكي هايلي من جهتها، روسيا على ممارسة نفوذها لدى النظام السوري «ليتوقف» عن انتهاك اتفاق خفض التوتر في جنوب غربي سوريا. وقالت في بيان «يجب وقف انتهاكات النظام السوري» لاتفاق خفض التوتر في جنوب غربي سوريا. وكان الاتحاد الأوروبي ندد في وقت سابق الجمعة بالهجوم الذي يشنه النظام السوري في محافظة درعا الخاضعة بأغلبيتها لسيطرة فصائل معارضة، ودعا حلفاء دمشق إلى وقف الأعمال القتالية لتجنب مأساة إنسانية. (وكالات)
مشاركة :