«روشتة» رعاية صحية وغذائية لفترة ما قبل الحمل

  • 6/24/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

فترة ما قبل الحمل هي من أهم الفترات في حياة الأسرة بشكل عام، والمرأة على وجه التحديد، ولهذه الفترة مجموعة من المتطلبات الصحية، التي يوصى بالتعرف إليها ومناقشتها مع الطبيب المختص؛ حيث تتمثل أولى خطوات الرعاية بالتأكد من علاج الأمراض المزمنة أو السيطرة عليها؛ مثل أمراض الغدة الدرقية أو السكري أو ضغط الدم أو التهاب المفاصل في حالة الإصابة بها، والمداومة على متابعة الحالة الصحية ومراجعة الطبيب المعالج على نحو دوري. ومن الخطوات الأخرى إطلاع الطبيب على العادات السيئة التي قد تؤثر في الحمل أو الجنين في حال وجودها، كالتدخين أو شرب الكحول أو اعتماد حمية غذائية غير صحية، أو العيش في بيئة سيئة، ويكون الهدف من ذلك تقديم المشورة والمساعدة اللازمتين لتخطي هذه المشاكل.فضلاً عن ذلك، كشفت دراسات عديدة عن ضرر الكثير من الأدوية والعقاقير التي قد تؤدي بدورها إلى إحداث عيوب خلقية خطرة، وهو ما يستوجب التحدث مع الطبيب المختص حول إمكانية الاستمرار في تناول هذه الأدوية سواء كانت مصروفة بوصفة طبية، أو غير مصروفة، وكذلك الأمر للمكملات الغذائية أو العشبية، والتأكد من تناولها عند الحاجة فقط. علاوة على ذلك، يوصى عادة بأخذ مجموعة من اللقاحات قبل الحمل أو أثنائه أو بعد الولادة؛ وذلك بهدف المحافظة على صحة الأم والجنين.تشمل مستلزمات الرعاية الصحية مناقشة تجارب الحمل السابقة وموعد الإباضة واستخدامات وسائل منع الحمل، ونتائج فحص عنق الرحم ومناقشة الالتهابات إن وجدت. قد يوصي الطبيب المختص بإجراء بعض الفحوصات الطبية اللازمة، والتي تتمثل في فحوص الكشف عن الحصبة الألمانية أو المناعة ضدها وفحص المناعة ضد جدري الماء وفحص المناعة ضد التهاب الكبد الفيروسي «ب»، وفحص هلامون منبه الدرقية؛ وذلك للكشف عن المشاكل المحتملة في الغدة الدرقية، كذلك قد يتيعين الخضوع لفحص الكشف عن داء القطط، وهو مرض يصيب المرأة في سن الحمل والإنجاب، وبالرغم من عدم خطورة هذا المرض، إلا أن الإصابة به لدى فئة البالغين، خصوصاً المرأة الحامل أو خلال أشهر قبل الحمل، قد يشكل خطورة بالغة على الجنين، ويمكن أن يقلل فرص الإنجاب للفترة ما قبل الحمل في حال إهمال العلاج، قد يوصي الطبيب بإجراء بعض الفحوصات الجينية؛ مثل فحوص الثلاسيميا أو الأنيميا المنجلية.هناك تأثير كبير لطريقة ونمط التغذية على فترة الحمل وتطورها وسلامتها على الجنين والأم على حد سواء؛ حيث تشير العديد من الأبحاث إلى إمكانية تأثير تغذية ما قبل الحمل على الجنين حتى سنواته الأولى ما بعد الولادة؛ وذلك بسبب أن لنوعية الغذاء تأثير كبير على الفترة التي تسبق فترة الحمل بشكل مفصلي، واستناداً إلى ذلك، فإن لتغذية ما قبل الحمل أهمية بالغة في تقييم الحمل بشكل عام، وتحديد صحة الجنين وسلامته بشكل خاص. ينصح الأطباء والمختصون المرأة المقبلة على مرحلة الحمل، اعتماد غذاء ونمط حياة صحي، والإقلاع عن كل ما هو مضر بصحة الأم وجنينها. وقد كشفت الكثير من الدراسات عن ماهية المحافظة أو اعتماد نظام غذائي صحي؛ حيث إن لذلك تأثيره الكبير على الخصوبة لدى المرأة، وقد أظهرت عدد من الأبحاث أن هناك علاقة بين التغذية الصحية وزيادة معدلات الخصوبة لدى النساء المقبلات على مرحلة الحمل؛ حيث إن التغذية السليمة من شأنها رفع خصوبة المرأة.من جهة أخري وفي المقابل، فإن للتغذية السيئة أو غير الصحية والغنية بالدهنيات والمواد الحافظة، أثر كبير قد يصل بأن يشكل خطراً على الخصوبة لدى المرأة، فضلاً عن أن الحفاظ على وزن أقرب للمثالي عن طريق اتباع حمية غذائية صحية، من شأنه أن يساهم في الحفاظ على وزن سليم للجنين والمولود، وفي المقابل فإن عدم اتباع النظام الغذائي السليم قد يؤدي إلى أن يصبح الجنين أكثر عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض، فقد أشارت الأبحاث إلى أن وزن الجنين يؤثر في مستوى تطور الأمراض لديه، إضافة إلى أن ولادة مولود بوزن أقل من المعدل أو أكبر منه من الممكن أن يضاعف من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، أو قد يعيق ذلك النمو على نحو سليم، وقد يضاعف خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم الشرياني أو ارتفاع كولسترول الدم أو اضطراب الدهون في الدم. علاوة على ذلك، فإن تغذية ما قبل الحمل من شأنها أن تؤثر في صحة الأم أيضاً؛ حيث إن الوزن الزائد أو السمنة يمكن أن تكون عوامل تضاعف من خطر الإصابة بسكري الحمل. - ما التغذية السليمة في الفترة التي تسبق فترة الحمل ينصح الأطباء المختصون بشرب الكثير من الماء؛ حيث إن الماء له دور كبير في الحفاظ على التوازن السليم للهرمونات في الجسم، ما يعد أمراً ضرورياً للإخصاب، فضلاً عن ذلك، فإن الماء يساعد الجسم على التخلص من المواد التي يمكن أن تتراكم في الجسم وتتحول إلى سموم، وبالتالي تترك أثراً بالغاً في عملية الحمل.كما يوصى بتناول الكربوهيدرات المعقدة كالخضروات و الحبوب الكاملة؛ نظراً لأنها تحتوي على مواد يحتاج إليها الجسم للحفاظ على الخصوبة وتحوي الألياف المهمة للجسم أيضاً. ويجب تناول البروتين؛ حيث إنه يشكل ما يعرف بحجر الأساس لإفراز الهرمونات المسؤولة عن الخصوبة.وتجدر الإشارة إلى أن العناية باختيار المصدر السليم للبروتين أمر مهم جدًا، فإن الحمية التي تحوي على الكثير من اللحوم الحمراء قد يكون لها أضرار تفوق ميزاتها ويعد البيض والبقوليات والمكسرات وزيت السمك واللحوم غير الدسمة المصادر المثلى للحصول على البروتين. فضلاً عن ذلك، تنصح النساء في سن الإنجاب واللواتي تخططن للحمل بتناول حبوب حامض الفوليك بكمية 400 ميكروجرام يومياً. فبحسب الأبحاث العلمية، وجد أن تناول حامض الفوليك قبل شهر من الحمل وأثناء الأشهر الثلاثة الأولى منه من شأنه أن يساهم في التقليل من نسبة حدوث إصابة الجنين بتشوه العمود الفقري، أو ما يسمى بالعيوب في الأنبوبة العصبية أو أنه قد يساهم في منع بعض العيوب الخلقية الأخرى، كذلك يوصي الأطباء بألا تزيد كمية فيتامين «أ» في مكملات الفيتامين عند تناولها عن 770 ميكروجراماً؛ لأن تناول كميات كبيرة من أنواع فيتامين «أ» المختلفة يمكن أن يسبب بعض التشوهات الخلقية. وينصح كذلك، بمراجعة طبيب الأسنان على نحو دوري؛ حيث ترتفع نسبة التحولات الهرمونية التي من شأنها مضاعفة التّعرّض لشتى أمراض اللّثة. وأخيراً، ينصح بممارسة التمارين الرياضية على نحو مستمر؛ حيث إنها تساعد في الحفاظ على جسم سليم، كما تساهم على موازنة سليمة للهرمونات. - المأكولات التي يجب الامتناع عنها في الفترة التي تسبق الحمل يعد الكافيين أحد أبرز المحظورات أثناء الفترة التي تسبق الحمل؛ نظراً لقدرته على خفض الخصوبة لدى الإناث، فضلاً عن ذلك، فإنه يعمل على إعاقة عملية امتصاص الكالسيوم والحديد في الجسم. وينصح بالابتعاد عن الغذاء المصنع؛ وذلك لدور هذه الأنواع من الغذاء في اكتساب الكثير من الوزن والإصابة بالسمنة، ويرجع السبب في ذلك لاحتوائه على مواد حافظة غير طبيعية تعود بالضرر الكبير على أعضاء الجسم ووظائفها. علاوة على ذلك، ينصح بالابتعاد عن منتجات الصويا؛ نظراً لاحتوائها على مادة الجينيستين، والتي تساعد في القضاء على الحيوانات المنوية لدى الرجال؛ لذلك يوصى بعدم تناول المأكولات التي تحتوي على حبوب الصويا في فترة التجربة للدخول إلى الحمل. ينصح الأطباء أثناء الفترة التي تسبق الحمل، بتقليص استخدام السكريات البسيطة والسكر الأبيض؛ حيث إن هذه المأكولات تؤدي لزيادة الوزن بشكل غير صحي وغير مرغوب. أخيراً، ينصح بالابتعاد عن الدهون الضارة، مثل الدهون المشبعة أو الدهون المتحولة التي تسبب بدورها الضرر لجسم الإنسان. وقد أكدت دراسات حديثة أن هذه الدهنيات تسبب ضرراً من شأنه أن يؤثر أيضاً في الخصوبة لدى النساء والرجال على حد سواء.

مشاركة :