تحقيق: راندا جرجسيتسم شهر رمضان بحالة من البهجة والسرور وتجمّع أفراد الأسرة حول المائدة بشكل يومي، وبالتالي تحتوي المائدة الرمضانية على كل ما لذ وطاب، وتتنوع الأطعمة والمأكولات وكذلك العديد من أصناف الحلويات، ويكون ذلك خلال ساعات قليلة بين وقت الإفطار وتناول وجبة السحور، ما يتسبب في العديد من التأثيرات السلبية والمشكلات الصحية التي تؤثر في الأشخاص بمختلف أعمارهم بشكل عام، وعلى أصحاب الأمراض المزمنة كالسكري وضغط الدم والكوليسترول والقلب بشكل خاص، وفي السطور القادمة يخبرنا الخبراء والاختصاصيون ببعض النصائح التطبيقية؛ لقضاء الشهر الكريم بصحة جيدة ومن دون التعرض لمشكلات مرضية.تقول الدكتورة شيرين رأفت توفيق أخصائية الأسنان والتعويضات: إن تراكم بقايا الطعام في الفم يؤدي إلى وجود راحة الفم الكريهة، وخاصة خلال وقت الصيام؛ حيث إنها تكون فرصة لانتشار البكتيريا في الفم؛ ولذلك يجب أن يقوم الشخص بغسل أسنانه جيداً بعد تناول السحور وقبل النوم بطريقة دائرية وفى اتجاه واحد، ويمكن تنظيفها بالفرشاة أيضاً في الصباح بكمية قليلة من معجون الأسنان، كما يفيد استخدام الخيط الطبي في تنظيف البقايا العالقة بين الأسنان، والتي لا يمكن زوالها بالفرشاة أو المضمضة، إضافة إلى استخدام الغسول الخالي من الكحول.تنظيف اللسانتوضح د.شيرين أن تنظيف اللسان بالفرشاة المخصصة له من الخطوات المهمة التي يجب القيام بها بعد الإفطار والسحور إلى جانب تنظيف الأسنان بالفرشاة، حتى نحافظ على نظافة الفم، وتجدر الإشارة إلى أن اختيار نوعية الطعام أمر مهم للغاية؛ حيث إنها تتحكم في مدى تراكم البكتيريا، وتعد السكريات أكثر الأنواع التي تزيد من تواجدها؛ لأنها تتغذى عليها، لنتجنب التسوس ومشكلات اللثة، كما يجب الإكثار من شرب المياه وأكل الخضراوات خلال تناول وجبة الإفطار؛ لأنها تحفز إفراز الغدد اللعابية الذي يحمي أنسجة الفم من البكتيريا والآفات السنية، وخاصة أن هناك بعض الأدوية التي تقوم بتقليل إفراز اللعاب؛ مثل: أدوية مضادات الاكتئاب، وبعض عقاقير المشكلات النسائية.الأطقم المتحركةتفيد د.شيرين بأن الأسنان الصناعية أو الأطقم المتحركة يجب معاملتها كجزء من الفم؛ حيث إنها تقوم بتجميع كمية كبيرة من البكتيريا؛ ولذلك يجب تنظيفها بشكل جيد ودقيق بالفرشاة المخصصة لها فور خلعها قبل النوم، ووضعها في الماء، وكذلك الحال بالنسبة للأسنان المتحركة، حتى نتخلص من البكتيريا العالقة بين الأسنان وأنسجة الفم واللثة، وخاصة أن تركها بداخل الفم يؤثر في العظام الموجودة به ويسبب تآكلها، كما يمكن استخدام الخيط السني؛ لتنظيفها أيضاً وكذلك تنظيفها بالفرشاة؛ حيث إنها تعد جزءاً لا يتجزأ من الفم.تأثيرات سلبيةتشير الدكتورة نور هشام طبيبة الصحة العامة إلى أن الشراهة والإسراف في تناول الطعام تؤثر في صحة الصائم؛ حيث إن المأكولات الدهنية والدسمة تعرض الجسم لمشكلات مرضية؛ مثل: لسمنة، وتصلب الشرايين، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى زيادة نسبة الإصابة بالأورام المرتبطة بكثرة تناول الدهون، كما ينجم عن تناول السكريات تعرض الأسنان للتسوس، إضافة إلى مخاطر ارتفاع مستويات الأنسولين وداء السكرى، كما تؤدي الأطعمة غير الصحية إلى تقليل امتصاص الجسم لبعض المعادن المهمة مثل الكالسيوم والحديد والزنك، ما يؤثر في مناعة الجسم ضد الأمراض.مشكلات مرضيةتوضح د.نور أن الشراهة في تناول الطعام تتسبب في العديد من التأثيرات السلبية على صحة الإنسان، وتعرضه للكثير من المشكلات المرضية مثل:-* الخمول والنعاس؛ بسبب ارتفاع مستويات السكر والميلاتونين والسيروتونين.* عندما تكون المعدة مملوءة جداً، يمكن أن يخرج الحمض إلى المريء ويسبب الشعور بالحرقة وعسر الهضم.* يؤدي تناول الكثير من الطعام في وقت متأخر من اليوم إلى اضطراب النوم أثناء الليل، والمعاناة من الأرق.* الإفراط في الأكل يسبب توسعاً في المعدة، وزيادة في كمية الغازات الناجمة عن انتفاخ البطن والتجشؤ، كما أن تراكم الطعام في المعدة والجهاز الهضمي ينتج عنه حالة من الغثيان والتقيؤ.* يحتاج الجسم إلى وقت أطول لهضم المحتوى الفائض في المعدة، وتؤدي تباطؤ عملية الهضم إلى زيادة الوزن.تدابير وقائيةتوصي د.نور بالالتزام ببعض الإرشادات؛ للوقاية من المشكلات التي تداهم المعدة بسبب الإفراط في الطعام؛ حيث يجب تناول الأغذية المزودة بالبروتين والغنية بالألياف والبقوليات؛ لأنها تعطي الشعور بالشبع لفترات أطول، وانتقاء الأطعمة الخفيفة؛ مثل: التمر والشوربة؛ للمحافظة على الشعور بالنشاط والابتعاد عن الخمول؛ بسبب الفرط في الأكل، وشرب كميات كبيرة من المياه؛ لتساعد في ترطيب الجسم والمحافظة على توازنه وصحته، وينصح بالابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين؛ إذ إنها تساهم في زيادة الجفاف، مع ضرورة تناول وجبة السحور وتأخير وقت تناولها إلى فترة الإمساك، والابتعاد عن الأطعمة الدهنية؛ لتجنب اضطرابات الجهاز الهضمي، واختيار البروتينات والكربوهيدرات المعقدة والفواكه لوجبة السحور؛ للإحساس بالشبع لفترة أطول.وتضيف: ينصح بشرب الحساء والبدء بثلاث تمرات واللبن عند الفطور؛ للمحافظة على نسبة الجلوكوز في الدم والتحكم في الشهية أثناء الوجبات الرئيسية، والمحافظة على النشاط البدني أثناء الصيام بممارسة رياضة المشي أو تمارين اليوجا، وأخذ قسط كافٍ من الراحة والمحافظة على ساعات النوم ليلاً؛ لتجنب إرهاق الجسم والصداع وفقدان التركيز، واضطراب هرمونات الجسم أثناء ساعات الصيام.أهمية الماءتؤكد الدكتورة سعاد العيلة طبيبة الأسرة، أن الجسم يحتوي على كمية كبيرة من الماء؛ ولذلك فإن تناوله باستمرار يحافظ على درجة الحرارة عمل الأجهزة والأعضاء الحيوية بشكل منتظم، كما يعمل على الحماية من الإمساك والصداع والجفاف وترطيب الجلد والمفاصل وتكوين اللعاب، والتخلص من السموم والفضلات التي تتراكم في الجسم، كما يساهم شرب المياه في نقل المعادن والفيتامينات إلى الخلايا، والإحساس بالشبع، وبالتالي إنقاص الوزن الزائد.كمية السوائلتنبه د.سعاد إلى أن الصوم مفيد بشكل كبير للجسم، ولكن يجب التعويض بشرب الماء خلال الفترة من بعد الإفطار وحتى السحور؛ حيث إن نقص كمية الماء تؤدي إلى الإصابة بالجفاف، الصداع، الإرهاق، الإمساك ووجع العضلات؛ لذلك يجب الاهتمام بتناول شرب الكمية المناسبة من الماء والسوائل مع مراعاة استشارة الطبيب في حال الإصابة بأمراض مزمنة؛ حيث إن كميات المياه تختلف من شخص لآخر، بحسب الحالة الصحية للشخص، وكذلك لمن يمارسون الأنشطة والتمارين البدنية من غيرهم، إضافة إلى تناول الخضراوات والفاكهة والحد من الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الأملاح والمخللات والبهارات الحارة؛ حيث إنها تزيد من الإحساس بالعطش. حرق الدهون يقلق العديد من الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بشكل منتظم من الصوم الرمضاني، حيث إنهم يعتقدون أن الصوم وتناول وجبتين فقط سوف يترك أثراً سلبياً على أجسامهم، ويجعلهم يكسبون وزناً إضافياً، ويعوق القدرة على خسارة الكيلوجرامات، ولكن هذا الاعتقاد لا أساس له من الصحة، حيث إن الصوم يعد فترة مثالية لرفع معدل حرق الدهون، لأن وجود ساعات محددة بين وجبتي السحور والإفطار يعتبر فرصة ذهبية للتخلص من مخزون السكريات المتواجد في الجسم الذي يمكن أن يخرج في القيام بطاقة حركية من 10 إلى 12 ساعة صيام، ما ينجم عنه فقدان الدهون بشكل مباشر عند ممارسة أي نوع من التمرينات الرياضية خلال ساعتين ما قبل تناول وجبة الإفطار.
مشاركة :