رجح محللون وخبراء عودة عمليات الشراء الانتقائي على الأسهم خلال الأسابيع القليلة المقبلة خصوصاً مع اقتراب موسم الإفصاح عن نتائج الشركات المدرجة للنصف الأول من العام الجاري وسط توقعات بأداء مالي جيد خصوصاً بعد استقرار النفط. وقال المحللون والخبراء، الذين استطلع «البيان الاقتصادي» آراءهم، إن هبوط الأسواق في تداولات الأسبوع الماضي جاء تحت وطأة ضغوط بيع مكثفة من المستثمرين الأجانب والمحافظ والمؤسسات بسبب المخاوف من اندلاع نزاع تجاري بين الولايات المتحدة والصين، مشيرين إلى أن استقرار الأوضاع العالمية وأسعار النفط هي كلمة السر في حركة الأسواق. وفي الأسبوع الماضي، تراجع سوق دبي بنسبة 3.62% ليغلق عند 2928.17 نقطة مع هبوط قطاعات العقار والبنوك والاستثمار والنقل، فيما انخفض سوق أبوظبي بنسبة 3.81% ليغلق عند 4535.26 نقطة مع تراجع قطاعات البنوك والاستثمار والعقار والاتصالات والتأمين والطاقة والصناعة والسلع مقابل ارتفاع وحيد للخدمات. انخفاض السيولة واتفق المحللون والخبراء على أن استمرار انخفاض السيولة يعد العائق الوحيد أمام الأسواق خلال هذه الفترة لكنهم توقعوا أن تتحسن نسبياً خلال الجلسات المقبلة خصوصا بعد انتهاء عطلات العيد وعودة المستثمرين لضخ استثمارات جديدة تفاؤلا بالأوضاع الاقتصادية والمحفزات الأخيرة التي أقرتها الحكومة. ورجح المحللون والخبراء أن تأتي النتائج المالية للشركات عن النصف الأول جيدة خصوصاً الشركات القيادية في قطاعي العقار والبنوك والمتوقع أن تحقق إيرادات وأرباحاً تفوق توقعات السوق والمحللين مدفوعة بزيادة أعمالها والتوسع في المشاريع في ظل الطفرة الاقتصادية التي تشهدها الدولة. وكانت الشركات الوطنية المدرجة في سوقي دبي وأبوظبي الماليين حققت أداءً مالياً قوياً بعدما ارتفعت أرباحها الصافية بنسبة 15.1% في الربع الأول من العام الجاري، حيث وصلت أرباح 110 شركات مدرجة إلى نحو 20.15 مليار درهم في الربع الأول من 2018، بزيادة قدرها 2.64 مليار درهم، مقارنة بنحو 17.5 مليار درهم في الفترة ذاتها من 2017. الأسهم القيادية وقال عصام قصابية، محلل مالي أول لدى «مينا كورب» للخدمات المالية، إن الأسواق المحلية تترقب موجة شراء انتقائية تستهدف الأسهم القيادية خلال الأسبوع المقبل خصوصاً بعد هدوء الأوضاع على الصعيد العالمي بخصوص النزاع التجاري العالمي بين الولايات المتحدة الأميركية والصين. ولفت إلى أن بعض الأسهم مثل «العربية للطيران» تعرضت لضغوط في الأسبوع الماضي بعد الإعلان عن حجم انكشافها على شركة «أبراج كابيتال» التي قدمت مؤخراً طلب تصفية مؤقتة، مشيراً إلى أن قرار هيئة الأوراق المالية والسلع بإفصاح جميع الشركات المدرجة عن حجم انكشافها على «أبراج» سيعطي مزيداً من الثقة للأسواق. وتوقع أن يركز المستثمرون تداولاتهم على الأسهم القيادية خصوصا «إعمار العقارية» و«دبي الإسلامي» و«الإمارات دبي الوطني» و«اتصالات» و«بنك أبوظبي الأول» وذلك بالتزامن مع قرب انطلاق موسم النتائج النصفية والذي نتوقع أن يدعم من وتيرة صعود الأسواق في الفترة المقبلة. ولفت إلى أن نتائج قطاع البنوك من المتوقع أن تكون الأفضل كعادتها بين باقي القطاعات مستمدة الدعم من قوة القطاع المصرفي والاقتصاد الوطني، مشيراً إلى أن البنوك الإماراتية تعد الأعلى من ناحية الربحية مقارنة بنظائرها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ظل تمتعها بأرباح وإيرادات قوية وسيولة مرتفعة لاسيما في ظل اتباعها نهجاً منضبطاً في إدارة التكاليف والمخاطر. عوامل نفسية وقال إياد البريقي، مدير عام الأنصاري للخدمات المالية، إن الأسواق المحلية شهدت عودة القوة الشرائية في نهاية الأسبوع خصوصا مع وصول الأسعار إلى حدود مغرية وهو ما نتوقع استمراره في الأسبوع الحالي وانعكاسه بشكل إيجابي على الأسهم والمؤشرات. ولفت إلى أن تراجعات الأسبوع الماضي طالت كافة الأسواق العالمية والإقليمية والخليجية بسبب المخاوف من النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين وبالتالي فهي عوامل نفسية كانت السبب الرئيسي في تضرر معنويات المستثمرين وستزول بمجرد هدوء الأوضاع على الصعيد العالمي. وأشار إلى ظهور عمليات شرائية استهدفت أسهماً قيادية مثل «إعمار العقارية» وذلك استباقاً لانطلاق موسم النتائج النصفية المقرر أن يبدأ بنهاية شهر يونيو الجاري، وسط توقعات إيجابية بشأن أرباح الشركات. حركة تصحيح وقالت المحللة الفنية منى مصطفى، عضو اللجنة العلمية بالمجلس الاقتصادي الأفريقي، إن الأسواق المحلية تعرضت لحركة تصحيح تراجعي في تداولات الأسبوع الماضي وهو أمر طبيعي بعد المكاسب القوية خلال شهر رمضان، مشيرة إلى أن الأسابيع المقبلة ستشهد موجة صعود قوية للأسهم تتزامن مع المحفزات الحكومية الإيجابية. وأضافت أن مؤشر سوق دبي المالي من المتوقع أن يستكمل تحركاته الإيجابية في محاوله لاختراق مناطق القمم السابقة ليستهدف مستويات أعلى يقابل عندها ببعض عمليات البيع للتهدئة، مشيرة إلى أن المؤشر لديه دعم عند 2870 نقطة ثم 2150 نقطة، بينما المقاومة عند 3500-3700 نقطة. وذكرت أن مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية سيشهد أيضا بداية موجة صعود جديدة تتزامن مع محفزات إيجابية يستهل بها المؤشر النصف الثاني من العام الحالي بالرغم من انه مازال يتحرك بشكل عرضي علي جميع الآجال بين مستوى 4077 و4700 نقطة، مشيرة إلى أن المؤشر لديه دعم عند 4077 نقطة ثم 3480 نقطة ومقاومة عند 4700 نقطة ثم 5266 نقطة. 3680 أفادت منى مصطفى بأن مؤشر دبي الرئيسي يمر الآن بآخر مرحلة من مراحل التصحيح وأصبح قريباً من تكوين قاع رئيسي للانطلاق في دورة صعودية حال انتهاء الشهر الجاري بأعلى مستويات الدعم الحالية 2870 نقطة ومن ثم الارتداد مخترقاً مستويات 3680 نقطة حتى نهاية العام. طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :