قال سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة الدكتور رياض منصور إن الولايات المتحدة الأمريكية انتقلت من دور الداعم لإسرائيل إلى دور يضعها كبديل عنها في قيادة الصراع.وأضاف منصور اليوم (الأحد):إن ذلك التحول في الدور الأمريكي بالطبع له آثاره على بعض الدول عبر وسائل الابتزاز والضغط من واشنطن عليها بسبب المصالح الاقتصادية، الأمر الذي ينعكس على قراراتها، إلا أنه وبالرغم من ذلك فإننا حصلنا على 129 صوتا مؤيدا في الجمعية العامة للأمم المتحدة مقابل 9 أصوات، وعلى 14 صوتا مؤيدا في مجلس الأمن مقابل صوت واحد، وأيضا في مسألة حقنا في الحصول على حماية دولية فزنا بــ 10 أصوات مؤيدة في مجلس الأمن مقابل صوت واحد".وتابع قائلا: إن كل ذلك مسائل ليست بالبسيطة، إلا أننا في الوقت ذاته ندخل مرحلة جديدة عنوانها أن الولايات المتحدة أكثر إسرائيلية من الإسرائيليين.وأشاد منصور بالدعم العربي والدولي لصالح فلسطين في المحافل الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، وقال :إننا نتطلع إلى المزيد من المواقف الإيجابية والمساندة لقضيتنا ومطالب شعبنا الفلسطيني الشرعية والقانونية".وأضاف: "نعم لم نصل إلى شط الأمان ولا إلى النصر، ولكننا لسنا كالأيتام على مائدة اللئام، ودائما ما أقول في الأمم المتحدة إن الشعب الفلسطيني ليس يتيما.. والعالم مازال بخير ويميل إلى الحق".وعن كيفية التعامل مع الدول التي تمتنع عن التصويت.. قال منصور :إننا نتعامل مع جميع الدول ولا نقطع اتصالاتنا معها ولا نيأس، مشيرا إلى أنه عندما سئل من قبل بشأن توقعاته عن عدد الدول التي ستصوت لصالح حق الفلسطينيين في الحماية الدولية قال "إنني أعمل على 191 صوتا أي 193 ناقص صوتين فقط وهما إسرائيل والولايات المتحدة".وحول مسألة الحماية ، قال :"إننا الآن منتقلون لمرحلة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بالتوصيات المحددة والعملية حول ىليات توفير الحماية ، وعلينا أن نقدم نحن وأصدقاؤنا "عربا وغير عرب" اقتراحات بناءة وخلاقة وجديدة وعملية لأهلنا، وهو جزء من الصراع ضد صفقة القرن".وحول خروج واشنطن من مجلس حقوق الإنسان، قال منصور "إن العالم يمر بمرحلة تغير دراماتيكي بعد مجيء إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واستغلال ذلك من قبل الإدارة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفي ظل ذلك فإن القضية الفلسطينية ليست هي الوحيدة على جدول أعمال العالم، فهناك مخرجات اجتماع مجموعة السبعة الG7 في كندا ، إلى جانب مسألة المهاجرين القادمين من أمريكا الوسطى إلى الولايات المتحدة، وسجن الأطفال وإبعادهم عن أهاليهم، والمعركة الطاحنة التي أدت إلى خروج الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان.. أي أن خروج أمريكا لم يكن فقط بسبب البند رقم 7 المتعلق بالقضية الفلسطينية".وأضاف أن السيدة نيكي هيلي (مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة) تفاوضت مع كل الأطراف الفاعلة والأكثر فاعلية منا، سواء كانت الدول الأوروبية أو دول أخرى كالصين وكوبا ومصر، وطرحت أطروحات لم يقبلها أحد، ولا دولة واحدة، وهو ما جعلها ترى حائطا مسدودا ضدها لتعلن واشنطن في النهاية انسحابها من مجلس حقوق الإنسان.وقال السفير رياض منصور : إن الصراع يزداد احتداما ويجب أن نصطف بجانب كل من يقف ضد تهديد النظام الجمعي الذي بني بعد حربين عالميتين وهو ما يسمى بالقانون الدولي ونحن في معسكر المدافعين عما ترمز إليه الأمم المتحدة والقانون الدولي ومنظومة المجتمع الدولي.وأوضح أن الدبلوماسية الفلسطينية تخوض معارك طاحنة في جميع المحافل الدولية وبالتحديد في 4 اتجاهات، أولها ما يتعلق بلجنة التحقيق في مجلس حقوق الإنسان، وثانيها في المحافل القانونية وعلى رأسها المحكمة الجنائية الدولية، وثالثا في مسألة الحماية الدولية، ورابعا ما قدمناه كمبادرة فلسطينية في نظام جديد للعملية السياسية مبني على مؤتمر دولي.
مشاركة :