منى أحمد خالد تكتب: قارب نجاة

  • 6/24/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الغربةُ صبر، الأحبّةُ وجع، الأصدقاء ندبةُ العمر، الحبّ انتظار .. فراق .. لقاء .. امتزاج ! العمرُ لحظة، الخيبةُ مسمار، العملُ قسمة ظهر، الاسمُ وشم، الأحرفُ لعنة و سحر، النِّسَاء عدواتُ بعض، الإخوةُ سند، الأقرباء عقارب، الاهل لعنة و اللغة وجع، الماضي سرّ، رصاصة مسمومة بلدغة عقرب جاوز المائتين و أكثر من مريديه الملدوغين .. العلمُ سلاح، القلمُ عدوّ، الرغبةُ انطفاء، الحلمُ سراب، الحبيبُ قارب نجاة.هَذِهِ أنا حين تتراكمُ عليَّ الأشياء كجدارٍ صلب.وهذه عيون .. تتداخل فيها الطرق و العبارات .. عباراتك أنت يا حزني الوحيد .. مثلما تخشى النهايات ، وتفرّع الطّرق ، و الطوابق العالية ، والحكايا غير المكتملة ، والأغاني المليئة بالحب، كانت كذلك تخاف أن تبدأ من جديد في حياتها العشوائية ، من الفصل الأوّل للحب : الكلمات المبهرة، تدفّق الرّسائل ، تبادل الأغنيات .. مرورًا بتحمّل نيران الشّوق الحارقة ، والتقلّب على جمر الغيرة ، وملاحقة دقّات القلب المتسرّعة والسّريعة ، كأنها في ماراثون.كان يخيفها حياكة ثوب الثّقة الجديد، عدم الخوف من مشاركة احداهم حياتها ، من مخاطرة بالشي الوحيد الذي لم تستطع ان تعكر صفوه الدنيا ولم يستطيعوا ان يلوثوه .. المرصّع بحبّات اللؤلؤ الفضيّة، والتعرّي الكامل من القوّة والكبرياء ، والتماهي المطلق مع الحبيب وأحزانه و افراحة و لحظات انتصاراته وخفقاته .لذلك، تجدها ثابتة مكانها، مثل شجرة ظلّ، كلّما مرّ أحدهم بمحاذاتها، انكمشت، وصارت شوكة كبيرة، لا يمكن لأحدٍ أن يستريح تحت أغصانها. كانت تقرا في طفولتها قصص الاميرات و الشاطر حسن والبساط السحري.  لم تكن تعلم أن لعنة هذا السحر سوف تمسها .. ولكن هل تستحق هذه اللعنة! ان كان لديك شيء آخر غير الخطوط المتداخلة و العيون الحائرة و الصرخات المكتومة فلتلقي لي بها.

مشاركة :